تصنيف جديد لأخطر المخلوقات على الأرض.. من البعوض القاتل إلى الأفعى

من أخطر المخلوقات على الأرض التي تصنف وفق مقياس كريسبو تتصدر الكائنات القاتلة التي تهدد حياة الإنسان بشكل مباشر أو من خلال نقل الأمراض الفتاكة، تصنيفاً دقيقاً يعتمد على حجم التعداد السكاني ومعدل الوفيات الناتجة عن كل نوع حيواني في المناطق المختلفة حول العالم، مما يوفر رؤية متجددة عن خطورة هذه الكائنات بحسب البيئة المحلية ومستوى الرعاية الصحية.

مقياس كريسبو وأهمية تصنيف أخطر المخلوقات على الأرض

يُعد مقياس كريسبو ابتكاراً للباحث ديفيد دوراتي كريسبو يعتمد على معيارين أساسيين لتصنيف أخطر المخلوقات على الأرض، وهما عدد السكان في بلد معين ومعدلات الوفيات السنوية المرتبطة بكل نوع من الحيوانات، ليقدّم مؤشرًا عمليًا وموضوعياً يحدد مدى التهديد الذي تمثله هذه الكائنات للبشر في مناطق محددة حول العالم. وقد جاء اختيار هذين المعيارين لسهولة قياسهما بدقة مقارنة بعوامل معقدة كعدوانية الحيوان أو انتشاره الجغرافي التي يصعب تقييمها بشكل موحد على الصعيد العالمي.

ويُقسم التصنيف إلى خمس درجات تُعرف بـ”درجات الخطورة”، حيث يضرب المؤشر حجم التعداد السكاني بمعدل الوفيات ليحصل الحيوان على درجة تتراوح من 1 إلى 25، والدرجة الأعلى تشير إلى أخطر المخلوقات. يعكس هذا النظام دقة علمية عالية في احتساب المخاطر معتمدًا على بيانات دقيقة وموثوقة فقط، ويشرح ذلك غياب بعض الأنواع في التصنيف بسبب نقص المعلومات في المناطق النائية أو الدول ذات الإمكانيات المحدودة لجمع البيانات.

البيئات المحلية وتأثيرها في تصنيف أخطر المخلوقات على الأرض

أظهرت نتائج مقياس كريسبو أن الكائنات الأكثر خطرًا تقع ضمن مناطق البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والتي غالبًا ما تكون مصنفة في مراتب متأخرة على مؤشر التنمية البشرية، حيث تترافق مع ضعف في البنية الصحية والوقائية. يتركز خطر هذه المخلوقات ليس فقط في الهجمات الحادة والمباشرة، بل يتعداها لنقل الأمراض المعدية والطفيليات القاتلة التي تفتك بالسكان مثل الملاريا التي ينتقلها بعوض الأنوفليس، المصنف ضمن الفئة الأعلى في دول مثل نيجيريا، فيما يقل تأثيره في بلدان أخرى نظراً لعوامل بيئية أو صحية مختلفة.

في المقابل، بعض الحيوانات المفترسة كأفعى راسيل تمثل خطرًا مباشرًا وصحيحًا في مناطق جنوب آسيا، حيث تصل حالات اللدغات القاتلة إلى آلاف سنويًا، إلى جانب تهديدات صحية أخرى مثل داء البلهارسيا المنتشر في إفريقيا وآسيا، والكلاب الضالة التي تلعب دورًا أساسياً في نشر داء الكلب المميت في الدول النامية.

• البعوض ناقل أمراض مثل الملاريا
• أفعى راسيل خطر لدغات مميتة
• الكلاب الضالة سبب رئيسي لداء الكلب
• داء البلهارسيا كتهديد صحي خطير
• انتشار الأمراض مرتبط بضعف النظام الصحي

مفاجآت وحقائق جديدة في تصنيف أخطر المخلوقات على الأرض

المثير في مقياس كريسبو هو تصنيف بعض الحيوانات التي كان العلماء يعتقدون بمدى خطورتها، مثل الدبور الآسيوي العملاق الذي وُضع ضمن الفئة ذات الخطورة المنخفضة، على الرغم من استيطانه مستعمرات ضخمة في دول ذات كثافة سكانية عالية مثل اليابان، وانتشاره كنوع غازي في مناطق جديدة. وقد علّق كريسبو على ذلك بأنه يعكس طبيعة التصنيف الواقعي القائم على بيانات الوفيات وحجم السكان، وليس فقط على السمعة أو سلوك الحيوان.

تواجه الدراسة تحديات عديدة بسبب فجوات البيانات، خصوصًا في أفريقيا وآسيا، حيث تعوز المعلومات الموثوقة عن بعض الحيوانات مثل التمساح النيلي، وهو ما يحد من شمولية المقياس في بعض المناطق. وتختلف درجات الخطورة حسب الظروف البيئية والصحية للدولة؛ فالحيوان الذي يُعد مميتًا في منطقة ما، قد يكون أقل تهديدًا في أخرى بفضل الظروف الأفضل أو التدابير الصحية.

يمثل مقياس كريسبو أداة فريدة لتحليل وتوجيه الحملات التوعوية والوقائية التي تستهدف الأنواع الأكثر خطورة في أماكنها الخاصة، ما يعزز من فرص الحماية البشرية ويقلل من المخاطر المتصلة بالكائنات القاتلة، جنبًا إلى جنب مع تطوير نظم لجمع وتحديث البيانات لتحسين دقة التصنيف وزيادة فعالية التدخلات المعنية.