تحول محتمل في مكانة الفضة كملاذ آمن.. ما الذي ينتظر أسعارها اليوم؟

الفضة كبديل جديد للذهب: هل ارتفاع الفضة مستدام أم مؤقت؟

شهدت أسعار الفضة تقلبات ملحوظة عالمياً خلال الفترة الماضية، حيث وصلت أوقية الفضة إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من 14 عاماً، مما أثار تساؤلات حول إمكانية اعتبار الفضة البديل الجديد للذهب في الاستثمار؛ ورغم التراجع الطفيف مؤخراً، إلا أن هناك توقعات متفائلة باستمرار ارتفاع الفضة، خاصة في السوق المصرية التي سجلت ارتفاعات ملحوظة في أسعار الأعيار المختلفة.

تحليل أسعار الفضة في السوق المصري والعالمي وأسباب ارتفاع الفضة

شهدت أسعار الفضة في السوق المحلي داخل مصر ارتفاعاً واضحاً، فبلغ سعر جرام عيار 800 نحو 53 جنيهاً، بينما وصل عيار 925 إلى حوالي 60 جنيهاً، وحقق عيار 999 النقي سعرًا يقارب 65 جنيهاً، كما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 480 جنيهاً؛ ما يشير إلى نشاط ملحوظ في حركة الأسعار وزيادة اهتمام المستثمرين والباحثين عن بدائل استثمارية جديدة. وعالمياً، بدأت أوقية الفضة الأسبوع بسعر 38.32 دولاراً، وارتفعت إلى 39.13 دولاراً، وهو الأعلى منذ 2011، لكنها أغلقت عند 38.11 دولاراً مع انخفاضٍ طفيف جداً. ويعزى ارتفاع الفضة إلى عدة عوامل أساسية:

• انخفاض العوائد على السندات الأمريكية، مما دفع المستثمرين للبحث عن المعادن الثمينة للحفاظ على القيمة في الأوقات غير المستقرة
• تلميحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، مما زاد من جاذبية الفضة
• تراجع نسبي لقيمة الدولار الأمريكي، الداعم لتحركات أسعار الفضة
• تصاعد التوترات العالمية، خاصة التوقعات باندلاع حرب تجارية بين أمريكا وأوروبا، مما دفع السوق نحو الأصول الآمنة كالفضة

هل تعد الفضة البديل الجديد للذهب؟ توقعات الخبراء ومستقبل أسواق الفضة

يتجلى التساؤل الكبير حول إمكانية عودة الفضة لتأدية دورها كبديل عملي للذهب ضمن محافظ المستثمرين، ويرى محللون كبار من بينهم خبراء بنك سيتي أن هذا الأمر وارد، حيث تشير توقعاتهم إلى إمكانية بلوغ سعر الأوقية 40 دولاراً خلال عام، وربما يصل إلى 46 دولاراً؛ وتستند هذه التوقعات إلى عاملين رئيسيين، الأول زيادة الطلب الصناعي على الفضة، والثاني نقص المعروض في الأسواق؛ وهذان العاملان يعكسان عدم توازن سعر الفضة مقارنة بالذهب بنسب غير عادلة حالياً.

وتبلغ نسبة سعر الذهب إلى الفضة اليوم نحو 87.3، بينما المتوسط التاريخي الطبيعي لهذا المؤشر يقارب 53، ما يشير إلى أن الفضة تُقدَّر بأقل من قيمتها الحقيقية، وإذا عاد السعر لهذا المتوسط التاريخي، سيكون سعر الفضة المتوقع حوالي 63 دولاراً للأوقية، أي بارتفاع يقارب 65% مقارنة بالسعر الحالي. يظهر الجدول التالي مقارنة بين أسعار الفضة خلال الأسبوع:

الفضة كأداة استثمارية: فرص ومخاطر يجب الانتباه إليها في الاستثمار بالفضة

أصبحت الفضة تشكل اليوم خياراً استراتيجياً ضمن محافظ المستثمرين، نظراً لما تتمتع به من خصائص تجعلها منافساً للذهب، خاصة في ظل الظروف العالمية الحالية من توترات سياسية، تيسير نقدي، وتراجع المعروض. قد يدعم استمرار هذه العوامل موجة صعود طويلة الأجل تمتد لشهور أو حتى سنوات، مما يعزز حقيقة أن الفضة البديل الجديد للذهب يحمل فرصاً جاذبة.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الفضة معدن أكثر تقلباً مقارنة بالذهب؛ ولهذا فإن الاستثمار فيها يحمل درجة أعلى من المخاطرة، لكن مع احتمالات تحقيق عوائد مغرية إذا ظل الاتجاه الصاعد قوياً. على من يفكر في الاستثمار بالفضة متابعة مستجدات عدة محورية مثل قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حركة الدولار الأمريكي، وأحداث الاقتصاد العالمي، خاصة العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا.

تلك المعطيات مجتمعة تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة، تمكّنهم من الاستفادة المثلى من فرص الصعود المتوقعة في سوق الفضة، مع ضرورة إدارة المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسعار بشكلٍ فعّال.