ظاهرة تهافت الناس على المقويات الجنسية.. ما هي تداعياتها الحقيقية؟

تهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية والعالم العربي أصبح ظاهرة متنامية تستدعي فهماً عميقاً لأسبابها وتأثيراتها، خاصة مع تأثير الإعلام والمنتجات الثقافية التي تشكل تصورات غير واقعية عن الأداء الجنسي، مما يدفع العديد للبحث عن مقويات لتعزيز قدراتهم الجنسية في ظل ضعف التوعية والضغوط الاجتماعية.

الأسباب والدوافع وراء تهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية

يرجع تزايد تهافت الناس على المقويات الجنسية بشكل رئيسي إلى عدة عوامل متشابكة، أهمها التأثير الإعلامي والثقافي، الذي يعرض صوراً مثالية وعالية التوقع للعلاقات الجنسية في الأفلام والمسلسلات، مما يولّد لدى الأفراد تصورات مبالغ فيها وغير واقعية عن الأداء الجنسي، وهو ما يساوي شعوراً بالنقص يدفعهم للبحث عن حلول سريعة. كذلك، يمثل القلق من ضعف الأداء الجنسي والضغوط الاجتماعية المحيطة عاملاً مهماً، إذ يواجه الكثيرون توقعات مجتمعية كبيرة ترتكز على الفحولة والقدرة الجنسية، ما يزيد من حالات التوتر والحاجة لاستخدام المقويات. ضعف التوعية الجنسية في المجتمعات العربية، وخصوصًا غياب التعليم الجنسي الشامل في المناهج التعليمية، يجعل الأفراد أكثر اعتماداً على المنتجات التجارية كبدائل دون استشارة طبية، وهذا يدعم توجههم نحو المقويات بشكل متزايد.

التأثيرات الاجتماعية والنفسية لتهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية

يُنتج عن الاستخدام المتكرر للمقويات اعتماد نفسي قوي على هذه المنتجات، حيث يشعر الفرد بعدم القدرة على أداء وظائفه الجنسية بدونها، ما يؤثر سلباً على ثقته بنفسه وعلى جودة العلاقات الزوجية، ويُسهم ذلك في تدهور الحالة النفسية والاجتماعية. علاوة على ذلك، يرتفع العبء المالي نتيجة الاستمرارية في شراء هذه المنتجات، فارتفاع أسعارها يثقل كاهل الأسرة ويمثل ضغطاً مالياً ملموساً ينعكس سلباً على الاستقرار الاقتصادي، خاصة عند اللجوء إلى المقويات بشكل غير منظم وبدون رقابة طبية صحيحة.

سوق المقويات الجنسية في السعودية والعالم العربي: أرقام وتوقعات

يشهد سوق المقويات الجنسية في السعودية والعالم العربي نمواً اقتصادياً ملفتاً، حيث تُقدّر قيمة سوق منتجات العافية الجنسية في السعودية وحدها بنحو 200.3 مليون دولار أمريكي لعام 2024، مع توقع وصولها إلى 299.7 مليون دولار بحلول عام 2033 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.58%، مما يعكس الطلب المتزايد. على المستوى الإقليمي، من المتوقع أن يتوسع سوق العافية الجنسية في الشرق الأوسط وأفريقيا من 1.8 مليار دولار في 2022 إلى 2.39 مليار دولار في 2028، بمعدل نمو 4.8% سنويًا. أما السوق العالمي فقد تجاوز 36.5 مليار دولار عام 2023، مع توقعات بأن يبلغ 75.7 مليار دولار بحلول 2032 بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 7.53%.

البعد الديني والتوجيهات الصحية تجاه تهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية

تُعتبر الصحة الجنسية في الإسلام جزءاً لا يتجزأ من العافية العامة، ويُشجَّع الحفاظ عليها ضمن علاقة الزواج الشرعي، مع تحذير شديد من اللجوء إلى استخدام المقويات بشكل غير مشروع أو دون استشارة طبية، خصوصاً إذا تسببت في أضرار صحية أو استخدمت في ممارسات خارج إطار الزواج الشرعي. يشدد العلماء على ضرورة التوازن والاعتدال في هذا الجانب، مؤكدين أهمية الحوار والتفاهم بين الزوجين لمواجهة المشكلات الجنسية، مع الابتعاد عن الحلول المؤقتة التي قد تُؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية على المدى الطويل.

خطوات وتوصيات لتقليل تهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية

يمكن الحد من هذه الظاهرة من خلال مجموعة من الإجراءات التوعوية والتنظيمية والدينية التي تركز على تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز الصحة الجنسية. فيما يلي أبرز تلك التوصيات:

• تعزيز التوعية الجنسية بإدراج برامج تثقيفية شاملة في المناهج التعليمية تستهدف صحة الفرد وتوضح المعلومات الدقيقة.
• تنظيم سوق المقويات عبر فرض رقابة صارمة على عمليات البيع، والالتزام ببيعها بالصورة الطبية الصحيحة وبوصفات مختصة لمنع الاستخدام العشوائي.
• تشجيع الحوار الأسري بين الأزواج حول المشكلات الجنسية بشفافية وصراحة، لبحث حلول دائمة وفعالة محفزة على الثقة والدعم المتبادل.
• الاستعانة بالاستشارة الطبية من أطباء متخصصين بدلاً من الاعتماد على المنتجات التجارية دون تشخيص دقيق، لضمان علاج آمن وفعّال.

يُعد تهافت الناس على المقويات الجنسية في السعودية تعبيرًا عن تغيرات اجتماعية وثقافية عميقة يجب التعاطي معها بحرص؛ عبر الوعي والرقابة والتوجيه الديني لضمان صحة جنسية متوازنة وتحقيق استقرار نفسي واجتماعي يعزز جودة الحياة لكل فرد داخل المجتمع.