مخاطر شرب بول البعير وفحص الفوائد المحتملة.. ماذا يقول العلم؟

مخاطر شرب بول البعير لا تقتصر فقط على أضرار صحية، بل تتخطى ذلك إلى إشاعة خرافات طبية تفتقر لأي أساس علمي. شرب بول البعير لا يحمل أي فوائد علاجية مثبتة، بل ينتج عنه مخاطر جسيمة تشمل الفشل الكلوي، الأمراض المعدية، والتسمم بسبب السموم المركزة خاصة اليوريا، وهذا ما يؤكده العديد من الدراسات والتحذيرات الطبية.

ماذا يميز مخاطر شرب بول البعير عن أنواع البول الأخرى؟

بول الإنسان والحيوان هو سائل ينتج عن تنقية الدم في الكليتين، ويحمل نفايات عضوية وغير عضوية وأملاحًا وبكتيريا، وتُطرح هذه المواد عبر التبول كمخلفات سامة. في حالة الإبل، تزداد خطورة المخاطر لأن بول البعير يحتوي على تركيز أعلى من هذه السموم، إذ تتميز الإبل بقدرتها الفسيولوجية على الاحتفاظ بالماء لفترات طويلة ضمن بيئتها الصحراوية القاسية، مما يجعل البول أكثر تركيزًا ويحتوي على مواد سامة بمستويات خطيرة. هذه الخصوصية تزيد من مخاطر شرب بول البعير ويجعله أكثر سمية مقارنة بغيره من البول الحيواني.

انتشار وأثر المزاعم الطبية حول شرب بول البعير

في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة شرب بول البعير بين فئات معينة من المجتمعات بدافع الاعتقاد بفوائده الطبية المتعددة، التي شملت علاج السرطان، الصدفية، أمراض القلب، المشكلات الجلدية، وتحسين الأداء الجنسي. ومع ذلك، لم تثبت أية دراسات علمية موثقة أو معترف بها عالميًا فعالية هذه الممارسة، بل على العكس، تحذر المؤسسات الطبية والصحة العالمية من هذه الظاهرة بشكل صريح وصارم. هذه الخرافات الطبية لا تعكس حقيقة خطورة شرب بول البعير، إذ أظهرت التقارير الطبية أن هذا السائل يضم كميات كبيرة من مادة اليوريا السامة التي تتسبب في تدهور صحة الإنسان، كما تم توثيق حالات تسمم خطيرة بين أشخاص تناولوا بول البعير، بعضها وصل إلى أزمات صحية حرجة.

دراسة سعودية وأدلة طبية تفضح مخاطر شرب بول البعير

أجرت جامعة الملك فيصل، في دراسة عام 1996، تحليلاً علميًا لتأثير شرب بول البعير على فئران التجارب، وكشفت النتائج عن أضرار جسيمة؛ منها تدمير النخاع العظمي وإنتاج خلايا دم حمراء ناقصة التكوين، ما أدى إلى شكل حاد من فقر الدم. رغم محاولات ربط أثاره بأدوية السرطان المعروفة بآثارها الجانبية السامة، إلا أن المقارنة غير دقيقة لأن الأدوية تخضع لاختبارات طبية صارمة وتُستخدم تحت إشراف مختصين، في حين أن بول البعير لا يخضع لأي معالجة أو رقابة، ويشكل خطرًا قاتلًا بدلاً من عنصر طبي مفيد. بالمقارنة، بول الإنسان أقل سمية من بول البعير؛ لأن الأخير يحتوي على مستويات مرتفعة من السموم، بما في ذلك اليوريا، مما يجعل شرب بول البعير أمرًا خطيرًا صحيًا وقذرًا، ولا يمكن بأي حال أن يكون علاجًا.

  • زيادة تركيز السموم في بول البعير نتيجة للبيئة الصحراوية
  • الية إعادة امتصاص الماء في الإبل التي ترفع تركيز السموم البولية
  • تراكم اليوريا وسموم أخرى تسبب أمراضًا خطيرة وفشل كلوي
  • توثيق حالات تسمم وتدهور صحي إثر تناول بول البعير
  • تحذيرات صارمة من منظمة الصحة العالمية والأطباء المختصين
العنصر أثر شرب بول البعير
اليوريا تسمم وخطر فشل كلوي حاد
النخاع العظمي تدمير وإنتاج خلايا دم ناقصة التكوين
الأمراض المعدية خطر انتشار فيروس كورونا وأمراض تنفسية

تحذر توصيات الأطباء ومنظمة الصحة العالمية من التعامل مع الإبل بشكل مباشر، خاصة لدى مرضى السكري والفشل الكلوي والضعف المناعي، مع منع شرب لبنها النيء، بولها، أو تناول لحومها غير المطهوة جيدًا، إذ ترتبط هذه العادات باحتمال الإصابة بأمراض معدية خطيرة، منها فيروس كورونا المرتبط بالإبل. استمرار ممارسة شرب بول البعير يعرض الأفراد لمخاطر صحية جسيمة قد تؤدي إلى مضاعفات قاتلة.

تدعو كل الأبحاث الطبية إلى الإقلاع التام عن شرب بول البعير، مؤكدة أن هذه الممارسة لا جذر علمي لها؛ فهي لا تعالج مرضًا بل تضيف إليه أضرارًا مهددة للحياة، منها الفشل الكلوي الحاد، الأنيميا القاتلة، والعدوى الفيروسية. لا مكان للوصوفات الشعبية الخرافية التي تستغل الجهل في إثارة الأمل الزائف، والأفضل دائمًا مراجعة الطبيب المختص للوقوف على التشخيص المناسب والعلاج العلمي.

يجب أن نتبنّى عقلانية ووعيًا صحيًا لمسألة شرب بول البعير، مع إدراك أن الخرافات الطبية قد تضر أكثر مما تنفع، وأن تعريض النفس للمخاطر التي تصاحب هذه العادة هو تهاون مع الصحة بل قد يكون تعريضًا للحياة إلى خطر الموت المفاجئ. من هذا المنطلق، يبقى الابتعاد عن شرب بول البعير والتثقيف الطبي الصحيح هو السبيل الوحيد لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من أضرار لا داعي لها.