انطلاق خدمة الحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم في الإمارات لتعزيز استقلاليتهم

الحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم في الشارقة تعزز الاستقلالية والكرامة بشكل ملحوظ، حيث توفر هذه الخدمة المبتكرة حلاً نقلًا مخصصًا يراعي الاحتياجات الصحية والجسدية للمستفيدين، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم ويزيد فرص مشاركتهم الفاعلة في المجتمع دون شعور بالعبء أو العزلة.

خدمة الحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم في الشارقة ودورها في تعزيز استقلالية المستخدمين

في شارع الوحدة بالشارقة، تنتظر السيدة أم حسن (72 عاماً) الحافلة الذكية التي تم تصميمها خصيصًا لتلبية احتياجات كبار السن وأصحاب الهمم، الأمر الذي منحها القدرة على التنقل بمفردها رغم معاناتها من هشاشة العظام؛ إذ قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) بابتسامة رضا: “قبل ثلاث سنوات، كنت أحتاج مساعدة أربعة أشخاص للتحرك، واليوم أتنقل وحدي بكرامة”، معبرة عن مدى ما أعادته هذه الحافلات الذكية من استقلالية وكرامة لها. هذه الخدمة لم تقتصر على الجانب العملي فقط، بل جعلت أم حسن تشعر بأنها ليست عبئا على أحد، وأتاح لها زيارة أصدقائها وأقاربها بسهولة، مؤكدة تقديرها وامتنانها لحكومة الشارقة على هذا الدعم المتفرد.

حافلات كبار السن وأصحاب الهمم الذكية تأتي ضمن مبادرة دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة التي وفرت 23 مركبة مجهزة تجهيزاً طبياً كاملاً، تشمل أسرة طبية وأجهزة أكسجين، إلى جانب طواقم مدربة بشكل خاص على التعامل مع كبار السن وذوي الهمم بطريقة إنسانية وحساسة.

توسعة الخدمة والتدريب المستمر: الركيزتان الرئيسيتان للحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم

تشرح فاطمة البلوشي، مديرة وحدة الرعاية المتنقلة في الشارقة لوكالة ((شينخوا)) أن الهدف الأساسي من الحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم هو توفير نقل آمن ومريح، يعيد لهم استقلاليتهم ويعزز كرامتهم، مشددة على ضرورة تدريب السائقين على التعامل بحساسية مع احتياجات المستخدمين المختلفين. هذه المبادرة لا تقف عند حدود المناطق الحالية؛ بل تخطط الدائرة لتوسيع الخدمة لتشمل المزيد من المناطق في الإمارة، في خطوة تعكس حرص الشارقة على شمول كافة الفئات التي تستحق الدعم.

منذ بداية العام 2025، استفاد أكثر من 18200 شخص من هذه الخدمة التي تغطي أكثر من أربعين منطقة في الشارقة والمناطق الشرقية، حيث أعرب 92% من كبار السن المشاركين في استبيان داخلي عن رضاهم التام عن جودة الخدمة، مما يؤكد فاعلية هذه المبادرة ونجاحها في تلبية توقعات المستفيدين بشكل ملحوظ.

خدمات الحافلات الذكية لكبار السن وأصحاب الهمم في الإمارات: تطورات الشارقة ودبي في نقل ذي جودة عالية

تجربة عبدالله المهيري (74 عاماً) من منطقة العزرة بالشارقة تبرز الجانب الإنساني لهذه الحافلات الذكية، إذ يقول: “كنت أتجنب الخروج لأنني كنت أشعر أني عبء على الآخرين، لكنني الآن أستخدم التطبيق لحجز الحافلة التي تصلني حتى باب منزلي، وأشعر بحرية واحترام لا يشبهان أي تجربة سابقة”. كما يشيد بلباقة طاقم المرافقين الذين يعاملونه بلطف كبير، ما فرق كثيرًا عن تجاربه السابقة، معبراً عن شعوره بأنه صار جزءًا فاعلاً من المجتمع وليس معزولاً.

في يونيو الماضي، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة خدمة “باص عند الطلب”، التي تتيح للمستخدمين حجز الحافلة عبر تطبيق ذكي، مع استجابة سريعة خاصة في الأحياء التي تفتقر لمحطات قريبة، مما يسهل على كبار السن وأصحاب الهمم التنقل بمرونة ويسر.

وفي دبي، تتبع هيئة الطرق والمواصلات نهجًا متناسقًا يعكس القيمة ذاتها، حيث قدمت تسهيلات هامة مثل بطاقات “نول” المجانية، ومقاعد مخصصة لأصحاب الهمم وكبار السن، إضافة إلى أنظمة صوتية ومرئية في محطات النقل لتلبية حاجات ذوي الإعاقات السمعية والبصرية، ما يعزز من تجربة النقل ويضمن لهم مشاركة متساوية في الحياة اليومية.

يقول سالم السويدي (81 عاماً) من دبي معبرًا عن امتنانه: “هذه الخدمات ليست مجرد وسائل نقل، بل احترام وكرامة تقدمها الحكومة لنا”، موضحًا كيف كان يخشى استخدام الحافلات سابقًا، بينما اليوم يشعر بالراحة والثقة في كل رحلة، مؤكداً أن هذه التسهيلات تجعل كبار السن وأصحاب الهمم يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وليس عبئًا عليه.

إحصائيات خدمة الحافلات الذكية القيمة
عدد المركبات المجهزة 23 مركبة
عدد المستفيدين منذ بداية 2025 18200 شخص
عدد المناطق المغطاة أكثر من 40 منطقة
نسبة رضا كبار السن 92%
  • أسرة طبية وأجهزة أكسجين مجهزة في الحافلات
  • تدريب خاص للسائقين على التعامل مع كبار السن وأصحاب الهمم
  • تطبيق حجز ذكي لخدمة “باص عند الطلب”
  • توفير مقاعد خاصة وبطاقات مجانية في دبي
  • أنظمة صوتية ومرئية تدعم ذوي الإعاقات في المحطات

تندرج هذه المبادرات تحت إطار استراتيجية وطنية شاملة في دولة الإمارات، تهدف إلى دعم الفئات الأكثر حاجة ورفع مستوى جودة الحياة لجميع السكان، بما يضمن لهم بيئة أكثر إنسانية واستقلالية في التنقل، ويقربهم من نسيج المجتمع دون عوائق أو حواجز.