صناعة السينما المصرية خلال خطة قومية لإحياء وتنشيط قطاع السينما تشهد تحركًا مكثفًا، حيث أطلقت وزارة الثقافة استراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير الأصول السينمائية المملوكة للدولة وتحويلها إلى مراكز إنتاج حديثة ومتطورة تواكب تحديات العصر، مع العمل على الحفاظ على التراث السينمائي المصري الأصيل وتحويله إلى صيغ رقمية متقدمة تضمن استمراريته ونقله للأجيال القادمة، مما يؤكد أهمية السينما كقطاع ثقافي واقتصادي لا غنى عنه.
خطة قومية لإحياء صناعة السينما المصرية وتحديث البنية التحتية للقطاع السينمائي
تعتمد خطة إحياء صناعة السينما المصرية على ثلاثة محاور رئيسية تحمل رؤى بعيدة المدى، يُركز المحور الأول على تحديث البنية التحتية الخاصة بالاستديوهات ودور العرض السينمائية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الأصول السينمائية التي توقفت عن العمل لتعظيم العائد الاقتصادي، إلى جانب تأسيس كيان إنتاجي وطني متخصص يقدم خدمات متكاملة للمبدعين والمستثمرين في السينما. وقد وكلت وزارة الثقافة الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية بتنفيذ عملية تحديث شاملة لمنشآت مدينة السينما، واستديوهات “الأهرام” و”نحاس”، مع توفير أحدث تقنيات ما بعد الإنتاج مثل تصحيح الألوان، المكساج، أنظمة الحريق والتكييف، بجانب تجديد البلاتوهات ودور العرض الشهيرة مثل “ميامي” و”ديانا” و”نورماندي”.
كما تضمنت خطة إحياء صناعة السينما تحديث معدات ترميم الأفلام القديمة، حيث أبرمت الشركة القابضة تعاونًا مثمرًا مع مركز ترميم التراث السمعي والبصري في مدينة الإنتاج الإعلامي لترميم 19 فيلمًا كلاسيكيًا وتحويلها إلى نسخ رقمية، من بينها أعمال خالدة مثل “الزوجة الثانية”، “الحرام”، و”السمان والخريف”. وتُخطط الخطة لعقد مهرجان خاص لعرض هذه الأفلام المرممة من خلال عروض جماهيرية تضم نقادًا، كتابًا، وفنانين، لتعزيز تجربة المشاهدة وإحياء التراث السينمائي الثري.
أهمية تأسيس كيان إنتاجي محترف لدعم صناعة السينما المصرية وتفعيل دورها الثقافي
يرى المخرج هاني لاشين، عضو لجنة السينما بوزارة الثقافة، أن خطة إحياء صناعة السينما تشكل منعطفًا استراتيجيًا لتعزيز الصناعة الوطنية، مؤكدًا ضرورة تبني أفكار جديدة ورؤى مبتكرة في فن السينما ليستعيد دوره الحيوي في رفع الدخل القومي، ويحدد لاشين أن تأسيس كيان إنتاجي محترف يجب أن يتصف بالابتكار والعمل “خارج الصندوق”، مع التركيز على دعم السينمائيين الشباب الموهوبين القادرين على مجاراة التحولات السينمائية، بعيدًا عن مجرد السعي للنجاحات التجارية، بل بتوجيه الإنتاج نحو محتوى أصيل يرسم وجدان الجمهور ويعبر عن همومه.
تكمن أهمية هذا الكيان في توفير:
- منصة شاملة ومتكاملة للإبداع والدعم المالي والتقني
- تشجيع إنتاج أفلام تسلط الضوء على قضايا معاصرة وجذابة تعبر عن تطلعات الجيل الجديد
- إعادة تحديد أولويات المحتوى السينمائي بعيدًا عن الطابع التجاري البحت
وفي سياق متصل، تؤكد الناقدة خيرية البشلاوي ضرورة تخصيص ميزانية ضخمة تلبي متطلبات تنفيذ هذه الخطة الطموحة، معتبرة السينما قوة ناعمة حيوية في مواجهة تيارات رجعية مختلفة، وهي أداة فعالة في تغيير المفاهيم وغرس الوعي الثقافي، مشددة على أهمية اختيار قيادات ذات كفاءة لتوجيه اختيار الأعمال السينمائية الهادفة إلى رفع الوعي الجماهيري.
المطالب النقدية والتحديات التي تواجه إعادة بناء صناعة السينما المصرية
رحب الناقد السينمائي رامي المتولي بإعلان خطة إحياء صناعة السينما، معتبراً أنها تأتي متأخرة ولكنها ضرورية، مشددًا على أن الدور الحكومي يبقى حاسمًا في تنظيم الإنتاج الفني السينمائي وتوفير بيئة تسمح بالاكتشافات الجديدة، خاصة وسط هيمنة الإنتاج التجاري المطلق على السوق. وأكد المتولي أن إصلاح الاستديوهات وتطويرها، إلى جانب تأسيس الكيان الإنتاجي الوطني المتكامل، يشكلان الركيزتين الأساسيتين لإنعاش القطاع السير بصفته مستدام.
كما شدد على أهمية ترميم الأعمال السينمائية الكلاسيكية للحفاظ على الإرث الفني العريق، ومساندة إقامة عروض جماهيرية للأفلام المرممة بهدف تعزيز حضورها وتأثيرها. وقد اقترح دمج الأفلام الوثائقية ضمن أرشيف المركز القومي للسينما، بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات التي تحتفظ بمجموعة متميزة من الأفلام الوثائقية التراثية، لإثراء محتوى السينما وتعزيز حضورٍ أعمق في المشهد الثقافي.
المحور | الخطوات التنفيذية |
---|---|
تحديث البنية التحتية | تجهيز استديوهات “الأهرام” و”نحاس” بأحدث تقنيات الإنتاج والتطوير، مع أنظمة تكييف متقدمة |
ترميم وصيانة الأصول القديمة | ترميم 19 فيلماً كلاسيكياً وتحويلها إلى نسخ رقمية، مع تنظيم مهرجانات عرض خاصة |
تأسيس كيان إنتاجي وطني | توفير خدمات متكاملة للمبدعين، دعم إنتاج أفلام ذات مضامين هادفة، وتحديث منظومة الإنتاج السينمائي |
تجسد هذه الخطوات اهتمام وزارة الثقافة بإعادة إحياء صناعة السينما المصرية بشكل مستدام، عبر الجمع بين المحافظة على التراث الفني الذي يشكل الهوية المصرية وتوظيف أحدث التكنولوجيا في الإنتاج السينمائي، مفتحة بذلك أفاقًا جديدة للإبداع والتجديد. وبفضل الدعم الحكومي المتنامي وفرصة الشباب المبدع في قلب تلك الخطة، من المتوقع أن تنطلق السينما المصرية مستقبلاً كمحرك ثقافي واجتماعي قوي يعكس قضايا المجتمع وينقل رسائل تعبّر بصدق وحيوية عن آمال وطموحات الشعب المصري.
«معلومات حصرية» تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 نايل سات عرب سات بسهولة
«سعر جنوني».. ارتفاع سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه اليوم الأربعاء
رابط وخطوات الاستعلام عن نتيجة الكشف الطبي للسيارات المجهزة للمعاقين 2025 بسهولة
برامج القط والفأر تسيطر على CN Arabic 2025 بألعاب وضحك للأطفال
«صدمة جديدة».. عيار 21 يتراجع 55 جنيهًا بسبب اتفاق أنجلوأمريكي
«عروض مذهلة» أكواد فري فاير 2025 كيف تستفيد منها قبل نفادها تماماً؟
أسعار الذهب تواصل التراجع هذا الأسبوع وسط تحسن الدولار ومفاوضات التجارة