في بغداد.. اتحاد الأدباء يحيي ذكرى الجواهري شاعر القصيدة الخالد

اتحاد الأدباء في بغداد يستذكر الجواهري: شاعرٌ أقام للقصيدة مقامًا رفيعًا

نظم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، جلسة استذكار مميزة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، بمناسبة ذكرى وفاته، حيث احتفت الفعالية بسيرة الشاعر وتجربته الشعرية والثقافية والنضالية التي خلّدت اسمه في الأدب العربي الحديث.

جلسة استذكار الجواهري وأبعاد تجربته الشعرية الوطنية

شهدت جلسة اتحاد الأدباء في بغداد قراءات شعرية ونقدية متميزة، إلى جانب شهادات أدبية وثقافية تناولت حياة الجواهري وإسهاماته العميقة في مسيرة الشعر العربي والنضال الوطني، يؤكد ذلك مدير الجلسة الشاعر حماد الشايع الذي قال: “نستعيد ذكرى رحيل الجواهري، الشاعر الذي منذ نطقه البيت الأول أقام القصيدة على عرشها، ومنحها مقامًا ساميًا بين الملوك”. تعكس هذه الكلمات مكانة الجواهري كأيقونة شعرية لا مثيل لها، خصوصًا في ظل الأحداث والمعاناة التي رافقت عصره، والتي نجح في تصويرها بأسلوبٍ شعري عميق يشدّ القارئ والناقد.

دور اتحاد الأدباء في بغداد في تكريم الشاعر الجواهري وتأثيره الثقافي

أكد الناقد علي الفواز، نائب الأمين العام للاتحاد، خلال كلمته في الجلسة، أن الجواهري “ليس فقط رمزاً يُحتفى به عند ذكرى وفاته، بل حاضر دائم في الوعي الثقافي والوطني العراقي والعربي”، مضيفًا بقوله: “إنه يعزز الثقة في مشروعنا الثقافي ويمنح الفعل الأدبي استمرارية واضحة والتزامًا عميقًا”. وتحدثت كلمة مركز الجواهري الثقافي في براغ، التي ألقاها الشاعر منذر عبد الحر نيابة عن رئيس المركز الباحث رواء الجصاني، عن حياة الجواهري كشاعر ومناضل ومثقف متنقل بين عواصم العالم، مما يجعل تجربته زاخرةً بالتنوع والانفتاح، نابعة من ارتباط عميق بالهم الوطني والتجربة الإنسانية الإسلامية والعربية.

الأبعاد النقدية والإبداعية في شعر الجواهري ضمن جلسة اتحاد الأدباء

اشتملت الجلسة على ورقتين نقديتين قدّمتاها كل من الناقدين عمار المسعودي وجاسم الخالدي، اللذين عبرا عن رأيهما في مكانة الجواهري في الشعر العربي الحديث، مؤكدين أنه “تجاوز حدود التعبير الذاتي ليجسد تجربة وطنية واجتماعية صادقة تعكس حالة التغير الدراماتيكي التي شهدها عصره”. وأضفت جلسة الاستذكار بعدًا وجدانيًا خاصًا، عندما عُرضت قصائد نادرة بصوت الجواهري ذاته، ما أضفى حضورًا روحانيًا وتأثيرًا عاطفيًا على الحضور. كما شارك عدد من الشعراء المرموقين أمثال مضر الآلوسي وياس السعيدي ومهدي النهيري، وغيرهم، بتقديم قصائد نُسِجت بقوافي الجواهري، تعبيرًا عن الوفاء لإرثه الشعري الكبير وشموخه الذي ما زال حيًا في ذاكرة الشعر العربي.

• القصائد النادرة التي أُعيدت للاستماع إليها، لتعزيز الأجواء الروحانية في الجلسة
• الأوراق النقدية التي حلّلت تجربة الجواهري البسيطة والعميقة في آنٍ واحد
• الشهادات الحية عن نضال الجواهري الفكري والثقافي عبر محطات حياته
• مساهمات الشعراء المعاصرين في إحياء إرث الجواهري وما يمثله في الشعر الوطني

يبقى اتحاد الأدباء في بغداد منبرًا لحفظ وإحياء ذاكرة محمد مهدي الجواهري، الذي أقام للقصيدة مقامًا يتجاوز كلماتها، ليكون صوتًا للشعب وتوثيقًا لروح الوطن ونبضاته المتجددة عبر العقود، ضمن مشهد ثقافي يرتكز على الوفاء والتمسك بالجذور الشعرية.