«إشادة رائعة» كاتبة يمنية تحتفي بدور المرأة في مظاهرة نسائية بعدن

أثنت الكاتبة اليمنية هدى العطاس على تنظيم النساء في عدن لمظاهرة تعبر عن معاناتهن من انقطاع الكهرباء، ووصفت المبادرة بأنها خطوة شجاعة ورائدة للاحتجاج على تدهور الخدمات الأساسية. يأتي هذا التحرك بالرغم من التهديدات التي أُطلقت بمنع المشاركات من رفع علم الجنوب أثناء الفعالية، مع تحذيرهن من التعرض للعنف في حال تحدي هذه التعليمات، ويُبرز هذا الحدث أهمية التعبير السلمي عن الحقوق المشروعة.

التهديدات ضد الهوية الجنوبية والتنديد بها

في تعليقها على التهديدات الموجهة ضد النساء المشاركات، وصفت الكاتبة هدى العطاس هذه المحاولات بأنها بمثابة “استغلال غير أخلاقي”، مشيرةً إلى أن الحراك النسائي يعد حركة احتجاج مشروعة تُعبر عن قضايا شعب الجنوب ومعاناته، لكنها تواجه عوائق تهدف إلى إضعاف الهُوية الجنوبية. تساءلت العطاس عن الرسائل السياسية المبطنة التي يراد إيصالها بالضغط على النساء لعدم رفع علم الجنوب، مؤكدة أن التظاهر في عدن يمثل الحقوق السياسية والإنسانية للجنوبيين، وأن فرض القيود ينافي الحريات الدستورية.

حرية النساء في رفع علم الجنوب

انتقدت العطاس بشدة فرض شروط على النساء المشاركات في الاحتجاجات، معتبرة أن هذه الممارسات تتنافى مع مفاهيم الديمقراطية والحق في التعبير الحر. دعت المشاركات إلى تعزيز هويتهن عبر رفع الأعلام أو الرموز التي تعبر عن مناطقهن والانتماء الجنوبي، ما يعني تحديًا واضحًا ضد من يحاولون حصر صوت النساء ومنعهن من التعبير عن قضيتهن، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تسهم في إظهار تنوع الجنوب الثقافي وتعزز الانطباع الإيجابي عن الحق السلمي في الاحتجاج.

أزمة الكهرباء وأبعاد المظاهرة النسائية

تأتي مظاهرة نساء عدن داخل سياق أزمات متتالية تشهدها المدينة، أبرزها أزمة الكهرباء التي تسببت في معاناة كبيرة للأهالي نتيجة الانقطاعات المستمرة خلال الصيف الحار. ما يُميز هذه الاحتجاجات هو الطابع النسائي المنظم، حيث تسعى المشاركات لإيصال رسائل واضحة بشأن حقوقهن في الحصول على خدمات أساسية وإنسانية دون معوقات سياسية، وقد تكون المظاهرة النسائية نواة لتحركات أوسع مستقبلًا؛ إذ تمثل أول تحرك شعبي بهذا الشكل سعياً لتحسين الأوضاع المعيشية.

عدن، التي تشهد تصاعدًا في النقاش حول الهوية الجنوبية، تعد ساحةً لصراع سياسي واجتماعي مستمر بين أطراف متعددة، مما يجعل كل تحرك شعبي ذا تأثير عميق. التركيز على صوت النساء في هذه المرحلة يعكس أبعاد جديدة للاحتجاجات الشعبية، حيث تقف المرأة الجنوبية في مقدمة المشهد، مطالبة بحماية حقوقها ورفضًا لأي إملاءات تمس خصوصية قضيتها أو حقوقها الأساسية.