توقعات بارتفاع ملموس في معدلات الخرف والزهايمر بالعالم العربي بحلول 2050.. ما تأثيرها على المجتمع؟

الخرف والزهايمر في العالم العربي يشهدان تزايدًا خطيرًا باتجاه عام 2050، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع مذهل في معدلات الإصابة قد يصل إلى 367%، مما يحتم على الجهات الصحية والحكومات وضع استراتيجيات عاجلة للحد من هذا التحدي المتنامي الذي يهدد صحة ملايين الأشخاص.

التحديات في الأبحاث والرعاية الصحية عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتأثيرها على ارتفاع معدلات الخرف والزهايمر في العالم العربي

توجهت الدراسة الحديثة للجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى مشكلة نقص الأبحاث المرتبطة بالخرف والزهايمر في العالم العربي، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني من جهود بحثية متفرقة ومحدودة. ينتج عن هذا التشتت غياب دراسات شاملة تغطي أبعاد المرض وآثاره، بالإضافة إلى تباينات في منهجيات البحث مما يعوق الوصول إلى نتائج دقيقة وموحدة. تعاني قطاع الرعاية الصحية من تحديات جمة إزاء التعامل مع الخرف والزهايمر، أبرزها وجود عوامل خطورة يمكن تعديلها، وعدم توفر نظام رعاية صحية متكامل، إضافة إلى نقص الكوادر المؤهلة المتخصصة في علاج المرضى المصابين. هذا إلى جانب العبء المالي الضخم الذي تتحمله الأسر نتيجة اعتمادها على رعاية غير رسمية تسبب ضغطًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا.

التطور العالمي المتوقع وتأثيره على معدلات الخرف والزهايمر في العالم العربي 2050

تشير التوقعات العالمية إلى أن عدد المصابين بالخرف حول العالم يتجاوز حاليًا 55 مليون شخص، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 139 مليون بحلول عام 2050، مما يطرح تحديات متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية والموارد المتاحة. تنعكس هذه الزيادة بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نظرًا للتزايد الكبير في أعداد الإصابة بالخرف والزهايمر في العالم العربي، الأمر الذي يتطلب تدابير دقيقة وردود فعل فورية من الجهات المختصة؛ لتخفيف الضغط على البنية الصحية والمالية. ترتفع الحاجة في هذه الحالة إلى توسيع قاعدة مقدمي الرعاية والخبراء المختصين لتلبية الطلب المتنامي على خدمات الدعم والعلاج.

التوزيع السكاني والفئات العمرية وتأثيرها على ارتفاع معدلات الخرف والزهايمر في العالم العربي

تُظهر البيانات أن انتشار الخرف والزهايمر في العالم العربي يختلف حسب الفئات العمرية، ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبلغ المعدل بين الأشخاص فوق سن الخمسين ما بين 1.1% و2.3%، ولكنه يصعد بصورة واضحة ما بين كبار السن فوق سن الثمانين، حيث يصل إلى 13.5% حتى 18.5%. هذه الفروق اللحوظية تؤكد الحاجة إلى سياسات صحية موجهة، واستراتيجيات وقائية لتقليل المخاطر بين الفئات الأكثر عرضة للمرض. يعتمد ذلك على فهم عميق للعوامل السكانية وتأثيراتها الصحية لتخطيط برامج تدعم التوعية والأداء الطبي وتوفر الموارد المناسبة لهذه الفئات.

الفئة العمرية نسبة انتشار الخرف والزهايمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
فوق 50 سنة 1.1% – 2.3%
فوق 80 سنة 13.5% – 18.5%

التحديات الجغرافية والسياسية وتأثيرها على الاستجابة لمعدلات الخرف والزهايمر في العالم العربي بحلول 2050

تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسع عشرة دولة عربية منها المملكة العربية السعودية، مصر، العراق، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، اليمن، إضافة إلى دول أخرى تتمتع بتعداد سكاني مرتفع ونسبة متزايدة من كبار السن. تتعقد الطموحات الصحية في مواجهة ارتفاع معدلات الخرف والزهايمر في العالم العربي نتيجة لتنوع المشكلات السياسية والاقتصادية التي تختلف من بلد لآخر، مما يعرقل تطوير نظام صحي شامل وموحد بمقدوره التعامل مع تفشي هذه الحالات المتزايدة. الحاجة ملحة لتكاتف إقليمي منسق يشمل مشاركة الموارد والخبرات وتوحيد الجهود للحد من الآثار المحتملة، وطرح حلول مشتركة تواكب التهديد المتنامي.

  • توحيد المنهجيات البحثية بين الدول العربية.
  • بناء برامج تدريبية للكوادر الصحية المتخصصة في الخرف والزهايمر.
  • تعزيز التمويل الحكومي والدولي لتغطية الرعاية الصحية الرسمية.
  • إطلاق حملات توعية تستهدف الفئات العمرية الأكثر عرضة للمرض.