«مفاوضات ساخنة».. أسواق الذهب تترقب مصير التجارة بين أمريكا والصين

«مفاوضات ساخنة».. أسواق الذهب تترقب مصير التجارة بين أمريكا والصين
«مفاوضات ساخنة».. أسواق الذهب تترقب مصير التجارة بين أمريكا والصين

يشهد الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا، اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين في ظل التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تلقي هذه التحديات بظلالها على الأسواق المالية حول العالم. يؤكد الخبراء أن نتائج المفاوضات التجارية الجارية بين البلدين ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب عالميًا خلال الفترة المقبلة، مما يعزز أهميته كأداة تحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية المتزايدة.

أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

تشهد أسعار الذهب تقلبات يومية بسبب التغيرات في الأسواق العالمية والمناخ الاقتصادي، على سبيل المثال، يسجل سعر جرام الذهب عيار 24 في مصر حوالي 5411 جنيهًا، فيما يبلغ سعر عيار 21 نحو 4735 جنيهًا. يعتبر الذهب للمستثمرين فرصة آمنة للاستثمار، وخاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم وعدم استقرار الأسواق المالية. وتعد أسعار الذهب في مصر انعكاسًا للتقلبات العالمية، فضلاً عن التغيرات في أسعار العملات وسعر الأوقية في البورصات العالمية؛ حيث يتحكم كل من العرض والطلب إلى جانب العوامل الجيوسياسية في تحديد أسعار المعدن النفيس.

الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع الخبراء أن تشكل مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين مسار سوق الذهب خلال الشهور المقبلة. إذا توصل الطرفان إلى اتفاق يهدئ الأسواق، قد ينخفض سعر الذهب ليكسر نقطة تحول رئيسية عند 3300 دولار للأونصة، مما سيدفع الأسعار نحو المزيد من الهبوط. على الجانب الآخر، اختلال التوازن أو فشل في المفاوضات سيؤدي إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، مما قد يدفع الأسعار لتسجيل مستويات قياسية جديدة تصل إلى 3500 دولار للأونصة خلال المستقبل. لهذا يبقى الذهب أداة استثمارية ذات تأثير عميق في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة التي تعيشها الأسواق العالمية.

التدفقات النقدية وصناديق الذهب الاستثمارية

أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن التدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة. في أبريل الماضي، سجلت التدفقات أعلى مستوياتها منذ مارس 2022، حيث بلغت 115.3 طن، مما عزز إجمالي الأصول المدارة إلى 379 مليار دولار. الجدير بالذكر أن أكثر التدفقات الإيجابية جاءت من الأسواق الآسيوية، التي سجلت 69.6 طن، يليها السوق الأمريكي بـ44.2 طن، على الرغم من التراجع الطفيف في أوروبا بمقدار 0.7 طن. هذه البيانات تؤكد دور الذهب كملاذ مثالي للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، خاصة مع تضاعف التحديات الناتجة عن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.

بشكل عام، يثبت الذهب دائمًا مكانته كأداة استثمارية حيوية تعكس حالة السوق العالمية، ومن المتوقع أن تستمر تحركاته بالتأثر بالعوامل الاقتصادية والسياسية، مما يؤكد على أهميته في حفاظ المستثمرين على أصولهم وقيمة مدخراتهم مع تقلب الأوضاع الدولية.