«اتفاق مفاجئ» بين الحوثيين وأمريكا يفتح الباب أمام 3 سيناريوهات محتملة

«اتفاق مفاجئ» بين الحوثيين وأمريكا يفتح الباب أمام 3 سيناريوهات محتملة
«اتفاق مفاجئ» بين الحوثيين وأمريكا يفتح الباب أمام 3 سيناريوهات محتملة

يشهد المشهد اليمني تطورات ملحوظة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد الاتفاق المثير الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية مع جماعة الحوثي. هذا الاتفاق الذي أعقبه إعلان الرئيس الأمريكي عن وقف الضربات العسكرية مقابل توقف الحوثيين عن مهاجمة السفن، أثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل السلام في اليمن وسيناريوهاته المحتملة. في هذا المقال، سنحلل أبرز السيناريوهات والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار في اليمن.

اتفاق الحوثيين وأمريكا: قراءة في أبعاده

جاء إعلان الرئيس الأمريكي بشأن الاتفاق مع الحوثيين للتخفيف من حدة التوتر في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن. وقد تزامن ذلك مع تصعيد عسكري بين الجانبين، مما أوجد ضغطًا لإيجاد تسوية. سلطنة عمان لعبت دورًا رئيسيًا في الوساطة الإقليمية، وأعلنت عن وقف إطلاق النار الذي تضمن توقف الهجمات المتبادلة على الملاحة الدولية. رغم ذلك، يظل الغموض يحيط بتفاصيل الاتفاق، خصوصًا مع تصريح الحوثيين بأنهم لم يقدموا تنازلات تتعارض مع سياستهم الإقليمية، مما يعكس محورية التحديات الإقليمية في الملف اليمني.

التحديات أمام تحقيق السلام في اليمن

يعاني المشهد اليمني من تعقيدات عميقة تجعل تحقيق السلام عملية بالغة الصعوبة. أبرز هذه التحديات هو الانقسام الداخلي الذي يهيمن على الساحة اليمنية، حيث تتمتع جماعة الحوثي بدعم إيراني مكثف، بينما تفتقر الحكومة اليمنية الشرعية إلى أدوات سياسية وعسكرية موحدة. التدخلات الإقليمية تزيد المشهد تعقيدًا، خاصة مع تنوع أولويات الأطراف الدولية المنخرطة في الأزمة كالسعودية والإمارات وإيران. من جهة أخرى، الانهيار الاقتصادي الحاد يفاقم الأزمة، حيث توقفت تصديرات النفط منذ 2022، مما أدى إلى تآكل عوائد الحكومة وفوضى إدارية في إدارة الموارد.

سيناريوهات المشهد اليمني

تبلورت ثلاثة سيناريوهات رئيسية لمستقبل اليمن وفق التحليل الذي قدمه مركز الدراسات. أولاً، نجاح تنفيذ خريطة الطريق الأممية التي تشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، لكن ذلك يتطلب تنازلات سياسية من مختلف الأطراف وهو أمر مشكوك فيه. ثانيًا، تصعيد عسكري جديد سيُحدث كارثة إنسانية، خصوصًا إذا انهارت المفاوضات بين القوى الداخلية والخارجية. وأخيرًا، استمرار الوضع الراهن حيث يعزز بعض الأطراف نفوذهم وسط غياب حلول مستدامة، ما يبقي اليمن محصورًا في حالة شلل مزمن دون توصل إلى تسوية حقيقية للصراع.

متطلبات السلام وأفق الاستقرار

لكي يتحقق السلام في اليمن، يجب التركيز على بناء توافق سياسي بين جميع الفصائل اليمنية، بما يشمل إشراك جماعة الحوثي شريطة نزع أسلحتها وتحويلها إلى كيان غير مسلح. كما يجب تعزيز الأداء المؤسسي للحكومة عبر توحيد القوى العسكرية وإعادة هيكلة الاقتصاد لاستئناف تصدير النفط والغاز، مع توزيع العائدات بشكل عادل. يرى المحللون ضرورة التنسيق الإقليمي بين السعودية والإمارات وعمان للحد من التدخلات الإيرانية. خطوات كهذه تحتاج دعمًا دوليًا وفرض عقوبات دولية على الأطراف المعرقلة لجهود السلام.

في ختام التحليل، يتضح أن الاتفاق الأخير بين الحوثيين وأمريكا ليس أكثر من خطوة صغيرة ضمن مسار طويل ومعقد للوصول إلى الاستقرار. بدون التعامل الجاد مع الأزمات الجذرية السياسية والاقتصادية، سترى اليمن نفسه محاصرًا في دائرة الصراع المسلح، مما يهدد أمن المنطقة بأكملها ويضعف استقرارها على المدى البعيد.