هل تصلح زراعة الكلى لكل المرضى؟ طبيبة توضح العوامل التي تمنع إجراء العملية بالفيديو

زراعة الكلى والوقوف على العوامل التي تمنع إجراءها يمثلان محورًا هامًا في مجال الطب الحديث، خاصة مع تزايد نسبة مرضى الفشل الكلوي بسبب تغير أنماط الحياة وارتفاع أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم. في هذا المقال، نستعرض أبرز العوامل التي تؤثر على إمكانية إجراء زراعة الكلى، إلى جانب قصة إنسانية لتبرع بالكلى تعزز من أهمية هذا الإجراء الطبّي الحيوي.

العوامل التي تمنع إجراء عملية زراعة الكلى وأسباب ارتفاع الفشل الكلوي

توضح الدكتورة سارة فخر الدين، اختصاصية زراعة وأمراض الكلى، أن هناك عوامل عديدة أسهمت في زيادة معدلات الإصابة بالفشل الكلوي، أهمها العادات الحياتية غير الصحية مثل التغذية السيئة وقلة ممارسة الرياضة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم التي تُعد من الأسباب الرئيسة لتدهور وظائف الكلى. ويُصاب المريض بالفشل الكلوي عند وصول الحالة إلى المرحلة الخامسة، والتي تتميز بانخفاض ترشيح الكلى أو هبوط وظيفتها إلى أقل من 15%، وهو ما يستدعي التفكير في الخيارات العلاجية المتاحة، من بينها زراعة الكلى.

لكن زراعة الكلى ليست الحل المناسب لجميع المرضى، إذ تلزم عملية التقييم الطبي الشامل لتحديد مدى ملاءمة المريض لإجراء العملية، وهذا يشمل:

• تقييم الحالة الصحية العامة للمريض
• التحقق من قدرة الجسم على تحمل الجراحة والعلاج المناعي
• التأكد من عدم وجود أمراض مزمنة أو خطرة مثل السرطان، أو أمراض مناعية أو معدية

هذا التقييم الدقيق يهدف إلى ضمان نجاح العملية وتقليل المضاعفات، وبالتالي رفع فرص الشفاء وتحسن جودة الحياة.

قصة تبرع بالكلى تعكس أهمية زراعة الكلى ودورها في إنقاذ حياة المرضى

في إطار الحديث عن زراعة الكلى، روى أحد المواطنين قصة تبرعه بكليته لصديقه المقرب دون سابق إبلاغه، حيث كان صديقه يعاني من فشل كلوي كامل يستوجب العلاج العاجل. هذه القصة تعكس عمق روابط الصداقة وأهمية التضامن في مواجهة أمراض الفشل الكلوي. روى المتبرع أنه كان يمتلك نية في البداية للتبرع لكليته لعمته المصابة بالفشل الكلوي، لكنه لم يتم التوافق النسيجي، بينما كانت الأنسجة متطابقة مع نجلها، لذا قرر التبرع لها بدلاً من ذلك.

الحالة الطبية تتطلب دومًا إجراء فحوصات مختلفة لضمان توافق الأنسجة والتقليل من احتمالية رفض الزرع، وقد خضع المتبرع وصديقه لفحوصات مستفيضة في مستشفى الحرس الوطني، لكن نتيجة عدم توافق الأنسجة بينهما، تم إدخالهما في برنامج “تبادل المتبرعين”.

برنامج تبادل المتبرعين ودوره في نجاح عمليات زراعة الكلى

يُسهل برنامج “تبادل المتبرعين” إجراء عمليات زراعة الكلى عبر آلية تبادل تتم بين متبرعين ومرضى من ذوي التوافق النسيجي، حيث يسمح البرنامج لكل متبرع بالتبرع لشخص آخر يتوافق معه، مقابل أن يتلقى صديقه مريض الفشل الكلوي كلية من متبرع آخر. خلال استعدادهم للعملية، واجه المتبرع وصديقه مشكلة انسحاب أحد المتبرعين، الأمر الذي دفع الفريق الطبي لإدخالهما في برنامج تبادل بين المناطق الجغرافية.

وفي هذه الحالة جرى نقل المتبرع إلى الدمام ليتمكن من التبرع لمريض آخر، فيما تم توجيه متبرع مختلف لصديقه لاستكمال إجراء زراعة الكلى بنجاح، مما يؤكد أهمية وجود بحوث وآليات متطورة في مجال زراعة الكلى لضمان إمكانية استمرارية العلاج وتحقيق أفضل النتائج.

توفر زراعة الكلى خيارًا علاجيًا حيويًا للمرضى المتضررين بأمراض الفشل الكلوي، مع ضرورة الحذر من العوامل التي تمنع إجراء العملية وتقييم كل حالة فردية بعناية، ما يضمن حصول كل مريض على العلاج الأمثل وفق ظروفه الصحية الخاصة، ويعزز من فرصه في التمتع بحياة طبيعية وصحية.