27 رمضان 2025.. كيف تكتشف علامات ليلة القدر الحاسمة الليلة؟

تعد علامات ليلة القدر الصحيحة محور اهتمام كل مسلم يحرص على تحريها في العشر الأواخر من رمضان، لما لهذه الليلة العظيمة من فضل عظيم يوازي خير من ألف شهر، لذلك لا بد من التعرف على العلامات الشرعية التي وردت في السنة النبوية لتحديدها بدقة والاستفادة من البركات المترتبة عليها.

كيف تعرف علامات ليلة القدر الصحيحة وأثرها في حياة المؤمن

ليلة القدر تتسم بمجموعة من العلامات التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، مما يسهل تحري هذه الليلة عند المسلم إن أحسن البحث. من بينها نزول الملائكة أفواجًا كالذي ذكر في قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» (القدر: 4)، مما يمنحها جوًا روحانيًا خالصًا. كما يتميز الجو ليلة القدر باعتداله فلا تكون شديدة الحر ولا شديدة البرودة، فكما روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: «ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ». إضافة إلى ذلك، تظهر طلوع الشمس في صباح تلك الليلة كأنها طبق معدني لا شعاع لها، كما قال أبي بن كعب رضي الله عنه: «وآيةُ ذلك أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ في صَبيحَتِها مِثلَ الطَّسْتِ، لا شُعاعَ لها، حتى تَرتفِعَ». يشعر المؤمن أيضًا بسكينة وطمأنينة خاصة تهيمن على قلبه، ويلاحظ غياب الشهب والنيازك التي عادة ما تلمع في السماء، مما يشير إلى خصوصية هذه الليلة في نظام الكون. الأهم أن الدعاء يكون مستجابًا فيها، وتتوجه القلوب بإخلاص متناهٍ إلى الله، مع شعور مقرب بالرحمة والغفران.

أدعية وأعمال مستحبة في ليلة القدر وكيف تحييها المرأة الحائض

يُرشَد المسلمون إلى الإكثار من الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ لاقتناء رضوان الله في ليلة القدر، وأشهرها دعاء السيدة عائشة رضي الله عنها: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، والذي يحمل في طياته تضرعًا عميقًا للغفران والرحمة. إلى جانب ذلك، ينبغي الإكثار من الدعاء بالخير والرفعة وتيسير الأمور، مثل: «اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري فيها من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري، وحطّ عني الذنب والوزر»، أو «اللهم إنا نسألك من الخير كله، ونعوذ بك من الشر كله، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار». أما الأعمال المفضلة فأولها قيام الليل، فقد ورد أن النبي ﷺ قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، فيلزم الحرص على الصلوات والعبادات بكل طاقَة. كما يُستحب قراءة القرآن وتدبر معانيه، والتصدق، وزيادة التسبيح والتهليل من قول سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر.

للمرأة الحائض ظروف خاصة في ليلة القدر؛ فهي تستطيع إحياء هذه الليلة المباركة بأروع الأعمال كالدعاء والاستغفار، والذكر، والصدقة، والاستماع إلى القرآن مع عدم الصلاة أو الصيام، مما يجعلها تشارك في فضل هذه الليلة وتقترب من الله بطرق تناسب حالتها.

الأخطاء الشائعة في التعرف على علامات ليلة القدر وسبب تسميتها بهذا الاسم

تنتشر بعض الخرافات والمعتقدات غير الصحيحة بين الناس حول علامات ليلة القدر، مثل اعتقاد تحول الماء المالح إلى عذب أو سقوط الأشجار ثم عودتها أو صمت الكلاب، وكل تلك الأقاويل لا أصل لها في السنة النبوية ولا دليل عليها، مما يدعو إلى التثبت والاعتماد على ما ورد بنصوص صحيحة. أما سبب تسميتها بـ”ليلة القدر” فقد جاءت بأكثر من تفسير؛ يقول بعض العلماء إنها تسمى كذلك لشرفها العظيم وفضلها الذي لا يُقاس، كما أنها الليلة التي يقدّر الله فيها الأرزاق والأعمار، وهو معنى “القدر” بعينه، بالإضافة إلى أنها تحوي نزول الوحي وتنزيل القرآن بواسطة جبريل عليه السلام، مما يزيد من مكانتها وخصوصيتها في حياة كل مسلم.