هل ليلة القدر هي يوم 25 من رمضان؟ إليك العلامات التي تكشف الحقيقة

ليلة القدر هي إحدى الليالي المباركة التي يستثمر المسلمون العشر الأواخر من رمضان للبحث عنها بإخلاص واجتهاد؛ إذ تُعدُّ من الليالي التي تُبدل فيها الأعمال إلى حسنات مضاعفة، ويوجد العديد من علامات ليلة القدر التي تساعد على تحريها والحرص على التقرّب إلى الله فيها.

تفسير علامات ليلة القدر وكيفية تحريها في العشر الأواخر من رمضان

أشارت النصوص الشرعية إلى علامات ليلة القدر التي تظهر في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، والتي بإمكان المسلم ملاحظتها بطريقة طبيعية، ومنها نزول الملائكة بأعداد كبيرة كما وصفها الله: «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر»، وحالة الجو المعتدلة التي لا تكون فيها حرارة ولا برودة، مما يجعل الليلة لطيفة ومنعشة للجميع، إضافة إلى ظهور شمس اليوم التالي بلا أشعة مباشرة وكأنها مثل الطست؛ وهذا من المؤشرات التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم. تتصف هذه الليلة أيضًا بسكون نفسي وهدوء وضوء القمر الواضح، إلى جانب غياب سقوط الشهب، وقدرة المسلم على نيل استجابة الدعاء؛ خاصة إذا كان من الأدعية الجديدة التي يرفع بها يديه إلى الله.

تحديد موعد ليلة القدر بين أقوال العلماء وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

تشير أقوال العلماء من مذاهب مختلفة إلى أن ليلة القدر تقع في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، مع تأكيد جمهور الفقهاء على أهمية تحريها في كل هذه الليالي، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان؛ ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى». أكثر الأحاديث شهرة بين المالكية والحنابلة أن ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين، وهذا ما أشار إليه ابن عباس وبعض الصحابة، غير أن الاجتهاد في جميع الليالي الوترية هو المرغوب فيه لاغتنام أجر هذه الليلة العظيمة.

التمييز بين علامات ليلة القدر الصحيحة والأوهام المنتشرة بين الناس

يشكل التميز بين علامات ليلة القدر الصحيحة وتلك الخرافات السائدة أمرًا مهمًا؛ إذ إن بعض الأشخاص يظنون خطأً أن سقوط الأشجار ثم عودتها إلى مكانها، أو تحويل الماء المالح إلى عذب، أو صمت الكلاب، أو انطلاق أضواء كثيفة في السماء والأرض، أو تمزيق السماء مع سقوط الأمطار والرعد والبرق هي من علاماتها، وهذا لا أصل له ونقله الإمام الطبري في تفسيره عن هذه الأمور. العكس هو الصحيح، فليلة القدر هي ليلة سلام، لا تحدث بها ظواهر طبيعية غريبة، بل تتميز بما ورد في السنة فقط من علامات روحية وكونية معتدلة.

  • نزول الملائكة بأعداد كبيرة وإذن من الله للأمور.
  • اعتدال الأحوال الجوية، لا حر ولا برد.
  • طلوع الشمس صباح اليوم التالي بلا شعاع.
  • صفاء النفس والسكينة وطمأنينة القلب.
  • عدم سقوط الشهب والنيازك في السماء.
  • استجابة الدعاء والمغفرة.

فضل الدعاء في ليلة القدر وأشهر الأدعية المستجابة فيها

يُعد الدعاء في ليلة القدر من الأعمال التي يُستحب الإكثار منها، حيث يرى أهل العلم أن هذه الليلة تحمل فرصة عظيمة لمن يلح في طلب المغفرة والرحمة من الله، ومن أبرز الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني». كما يستحب أن يدعو المسلم بـ: “اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر”، فضلًا عن طلب الخير من الله في الرزق والعلم والأجر والعافية. وتأتي هذه الأدعية لتعبر عن مدى الخشوع والطموح في نيل رحمة الله ورضاه في هذه الليلة المباركة.

العنصر الشرح
سبب إخفاء موعد ليلة القدر شجار بين اثنين من المسلمين أدى إلى نسيان النبي صلى الله عليه وسلم موعدها للحفاظ على الاجتهاد
الأحاديث المتعلقة “التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة” وأحاديث تحث على الاجتهاد في العشر الأواخر
العلامات الصحيحة نزول الملائكة، اعتدال الجو، شمس بلا شعاع، عدم سقوط الشهب، استجابة الدعاء
العلامات غير الصحيحة سقوط الأشجار ثم عودتها، تحويل الماء المالح إلى عذب، صمت الكلاب

ليلة القدر لا يحدّدها زمن واحد، بل هي فرصة روحية تدعو المسلم لأن يعيش لحظاتها بقلبٍ حاضر ومُخلص في العبادة والدعاء، متوكلًا على الله، ومستمراً في طلب دعمه ورحمته؛ لأن هذه الليلة ذات قيمة عظيمة، وأعمال العباد فيها مضاعفة وتكون سببًا في تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل.