بارزاني يسلط الضوء على مقاومة الكورد ويكشف أسباب فشل النظام السابق في “إبادة البارزانيين” – ما الذي يعنيه ذلك اليوم؟

تمر الذكرى السنوية لإبادة البارزانيين في 31 تموز/يوليو، حيث يواصل الكرد إحياء هذه المناسبة التي تمثل واحدة من أشد فصول الألم في تاريخ شعب كوردستان، إذ يمثل الحديث عن إبادة البارزانيين جرحًا عميقًا يعكس المأساة التي تعرض لها هذا الشعب أثناء حملات الأنفال التي حملها النظام العراقي السابق، والذي فشل في كسر إرادة الكورد رغم حجم الجريمة.

تفاصيل إبادة البارزانيين في حملات الأنفال وأبعادها القاسية

شهدت ثمانينيات القرن الماضي حملة إبادة ممنهجة استهدفت البارزانيين ضمن حملات الأنفال التي نفذها النظام العراقي آنذاك، والتي تجاوزت ما يقرب من ثمانية آلاف مدني بريء، بينهم رجال وشباب وأطفال، تم اعتقالهم وإجبارهم على السكن في مجمعات قسرية في مناطق مثل قوشتبة وحرير وبحركة قرب أربيل، قبل أن يتم دفنهم في مقابر جماعية داخل صحراء السماوة في مجزرة ليست سوى فصل من فصول التطهير العرقي الممنهج. أثرت هذه الحملة على السكان بشكل كارثي، حيث خلفت آثاراً مأساوية على العائلات وتسببت في عيش أمهات وأخوات وضحايا حياة مليئة بالفقر والفاقة.

دور صمود الكورد في مواجهة إبادة البارزانيين وتأثيرها في الحفاظ على الهوية

رغم كل المحاولات التي قام بها النظام السابق لكسر إرادة شعب كوردستان، بقي الكورد صامدين بعزيمة لا تلين، إذ أكد نيجيرفان بارزاني أن الاعتداءات الوحشية لم تفلح في القضاء على روح الكورد أو عزمهم على استرداد حقوقهم، بل شكلت وصمة عار على جباه مرتكبيها. الصمود هذا يعكس قوة الإرادة الكوردية والتمسك بالحفاظ على الهوية الوطنية رغم كل المحن. ويحتفي الشعب الكوردي بالمقاومة والتضحيات التي قدمها من أجل الحرية والكرامة، ويبقى صوت الضحايا شاهداً على حجم هذه المعاناة التي تحولت إلى وقود للاستمرار في النضال.

العدالة وحقوق ضحايا إبادة البارزانيين ودور الحكومة العراقية في معالجتها

تنبع أهمية الاعتراف بحقوق ضحايا إبادة البارزانيين من ضرورة تحقيق العدالة وتعويض ذوي الضحايا، ما يفتح الباب أمام خطوات تساهم في إصلاح ما خلفته تلك الجرائم، وهو ما شدد عليه نيجيرفان بارزاني، حيث أكد على ضرورة أن تبذل الحكومة العراقية كل جهد ممكن لتحقيق مطالب العدالة. من الضروري اعتماد مبدأ التسامح والاحترام المتبادل بين مكونات العراق كافة، لتؤسس لبيئة يسودها السلام والكرامة. كما أن ذكرى أنفال البارزانيين تذكر الجميع بضرورة المحافظة على وحدتهم وقبول الآخر وتجنب التمييز، لتتحول تلك الذكرى إلى درس حي يعزز من أواصر الوطنية والإنسانية.

تفاصيل المجازر المناطق المستهدفة عدد الضحايا
اعتقالات وتهجير قسري قوشتبة، حرير، بحركة أكثر من ٨٠٠٠ من المدنيين البارزانيين
دفن في مقابر جماعية صحراء السماوة تشمل رجالاً وشباباً وأطفالاً

تلك الحملة المدمرة تركت إرثًا من الحزن والمعاناة على عائلات الضحايا، إذ عاشت الجماعات التي فقدت أهلها حياة مليئة بالتحديات والفقر، بينما استمرت الأمهات في رعاية الأبناء بالحب والإخلاص رغم ألم الفقد. تكريم الضحايا والوقوف عند حقوقهم ليست فقط مسألة رحمة، بل واجب على الجميع لاستذكار هذه الجرائم والتأكيد على رفض الظلم والتمييز، ما يجعل من كل ذكرى عزاءً وعبرة في آن واحد.