«حكم ذاتي».. محافظة جديدة تسعى للاستقلال وأبناؤها يطالبون بالحق المشروع

«حكم ذاتي».. محافظة جديدة تسعى للاستقلال وأبناؤها يطالبون بالحق المشروع
«حكم ذاتي».. محافظة جديدة تسعى للاستقلال وأبناؤها يطالبون بالحق المشروع

محافظة الحديدة، واحدة من أبرز المحافظات اليمنية، حاملة في طياتها إرثاً من الظلم والتهميش الذي لم يزل مستمراً لعقود طويلة على مر الأزمنة والنظم السياسية المختلفة، الأمر الذي أثر بعمق على حياة أبنائها اليومية ومعيشتهم، إذ تُعد الحديدة من أكثر المحافظات تعرضاً للحرمان على كافة المستويات، رغم امتلاكها للمقومات التي تؤهلها للازدهار والتطور، إلا أن سوء الإدارة وغياب العدالة جعلاها من أكثر مناطق اليمن معاناة.

الظلم التاريخي الذي تعرضت له الحديدة

عانت محافظة الحديدة من التهميش منذ زمن بعيد وقبل قيام الوحدة اليمنية، فقد عاش أبناؤها فصولاً صعبة ابتداءً من عهد الإمامة، حيث كانت المحافظة وأبناؤها محرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة، مروراً بعهود الجمهورية التي لم تستطع رفع المعاناة عن أبناء تلك المنطقة، فالحديدة ظلت تعيش في دائرة من الحرمان سواء من الخدمات الأساسية أو فرص التنمية الحقيقية، وما زالت مظاهر الفقر وسوء الخدمات تسيطر عليها إلى يومنا هذا، ومثال على ذلك غياب البنية التحتية التي تنقذ السكان أثناء السيول التي تجرف أحياءهم بالكامل.

طموحات أبناء الحديدة بالحكم الذاتي

يحلم أبناء الحديدة بتحقيق الحكم الذاتي ضمن إقليم تهامة، والذي يتيح لهم بأبسط صوره المشاركة في صنع القرار وإنهاء سنوات من التهميش الطويل، إذ إن هذا الطموح ليس دعوة انفصالية أو معادية للوحدة بقدر ما هو مطلب مشروع لتوزيع الثروات وتمثيل أكثر عدلاً في السلطة، ويتطلع أبناؤها لأن يتمكنوا من السيطرة على مواردهم وتنميتها بما يخدم أهلهم لاحقاً، ويأتي ذلك ضمن توافق الدولة مع مخرجات الحوار الوطني الذي أتاح الأقاليم كحل تنموي يعالج الاختلالات القائمة.

أبناء إقليم تهامة وتعاملهم الفريد

تميز أبناء إقليم تهامة، بما في ذلك محافظة الحديدة، بأخلاقهم الكريمة وطيبة طبعهم التي ظهرت حتى خلال أحلك الظروف، إذ إنهم لم ينجروا إلى أي نزاعات أو دعوات تحمل طابع الكراهية، وهذا دليل على أنهم أهل للتعامل الحسن والسعي من أجل العيش المشترك، وقد تجنبوا العنصرية التي يمكن أن تفرق بين اليمنيين، بل تمسكوا بمنظومة أخلاقيات واسعة تشمل التسامح والإخلاص في تعاملاتهم مع الجميع.

إن أبرز ما يُشهد لأبناء تهامة هو بعدهم عن لغة الشتيمة وكلمات العنصرية السائدة بين بعض المناطق اليمنية، فتراهم ينادون بالود والمحبة في علاقاتهم، مما يجعل الحديدة منبعاً للإنسانية والعيش المتوازن، فتلك المنطقة ليست فقط جزءاً مهماً في اليمن من الجانب الجغرافي، بل تحمل كذلك طابعاً إنسانياً يعتبر فخراً لكل أبناء اليمن.