شيخ الأزهر يحذر: التفرقة بين المسلمين تخدم أعداء الأمة.. كيف نحمي وحدتنا؟

المسلمون يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل في خطر الفتنة بين الشيعة والسنة التي تُعد فتيلًا سريع الانفجار، وهذا ما يسعى إليه أعداؤهم بشدة لتفريق صفوف الأمة. الاهتمام بالحفاظ على الوحدة الإسلامية يتطلب فهم أن الاختلاف المذهبي يجب أن يظل ضمن إطار الفكر الشرعي لتجنب تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى اضطرابات مجتمعية وأمنية.

أهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي في تعزيز الوحدة بين المسلمين

يُبرز مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي ضرورة تبني ثقافة الاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية المختلفة، حيث يشدد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على ضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين أصحاب الرأي والرأي الآخر، لأن فقدان أدب الاختلاف يؤدي إلى ضياع الطريق وعدم التقدم في العمل الجماعي بين المسلمين. تجسد هذا المبدأ في الاتفاقات التي تمت خلال المؤتمر، والتي تؤكد أن الوحدة تبدأ من الحوار الفعّال والتفاهم الحقيقي دون تعصب أو تحامل.

الدور المحوري للأزهر الشريف في تقريب المذاهب الإسلامية

يمتلك الأزهر الشريف تاريخًا طويلًا في دعم التقارب بين المذاهب، حيث كان له دور ريادي في الحوار الإسلامي-الإسلامي مع علماء الشيعة منذ عقود. تأسست فكرة “دار التقريب” في الأزهر مع الشيخ شلتوت والمرجع الديني الكبير محمد تقي القمي عام 1949، واستمرت حتى 1957، حيث أصدرت تسعة مجلدات تضم أكثر من 4000 صفحة توثق هذه الجهود. ويؤكد شيخ الأزهر على أهمية إعادة إحياء هذا الدور بروح الصراحة والأخوة، مما يعزز البنية الروحية للوحدة الإسلامية ويُرسخ التضامن بين المسلمين رغم اختلافاتهم.

مقومات الوحدة الإسلامية وأهميتها في مواجهة تحديات العصر

تحتوي الأمة الإسلامية على مقومات جوهرية تعزز وحدتها، من أبرزها القرب الجغرافي الذي يجمع الأمة العربية، فاللغة العربية تمثل رابطة قوية للمسلمين، إلى جانب العقيدة الموحدة التي تجمع أكثر من مليار ونصف مسلم يتوجهون إلى قبلة واحدة ويؤمنون بإله واحد وقرآن واحد. وأشار شيخ الأزهر إلى أن التوجيهات الدينية مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله» تشكل أساسًا هامًا لوحدة المسلمين. يتضح أن أعداء الوحدة الإسلامية يسعون جاهدين للحفاظ على حالة الانقسام، حيث يرون في توحد المسلمين قوة تنافس مصالحهم، لذا فهم يحاولون إبقاء المسلمين في حالة من التوتر والانقسام كما لو كانوا يغرقون ويُرفعون قليلًا ليأخذوا نفسًا ثم يعودون إلى الغمر مجددًا. الحل من وجهة نظر الإمام الأكبر يكمن في وحدة الصف، وتوحيد الآراء في القضايا الكبرى التي تواجه الأمة، مما يعزز قوتها ويجعلها قادرة على الصمود في وجه التحديات.