تصاعد التوترات التجارية يدفع أسعار الذهب للارتفاع.. كيف تؤثر ضغوط ترامب على قرارات الفيدرالي؟

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا لافتًا مع تصاعد التوترات التجارية العالمية، حيث زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن بعد تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية، وخصوصًا مع تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أثارت مخاوف أسواق المال حول فرض رسوم جمركية جديدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

ارتفاع الذهب وتأثير التضخم الأميركي على الأسعار

شهد الذهب صعودًا واضحًا بعد صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي أظهرت ارتفاعًا في أسعار المستهلكين خلال شهر يونيو بمعدل يعد الأعلى في خمسة أشهر، ما دفع المستثمرين للتوجه نحو الذهب كأداة تحوط ضد الضغوط التضخمية المتزايدة على الاقتصاد الأميركي، رغم استمرار صعود الدولار الذي يشكل عامل ضغط على تحركات المعدن النفيس، وفق ما أشار إليه المدير الإداري لشركة “جولد سيلفر سنترال” بسنغافورة، براين لان، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط لم تمنع الذهب من المحافظة على مكاسبه.

دور ترامب والاحتياطي الفيدرالي في تحفيز السوق على الذهب

تشهد الأسواق حالة من التوتر بسبب تصعيد ترامب طلباته للضغط على الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة فورًا، رغم البيانات التضخمية المرتفعة، وهو ما يزيد من حالة الغموض السياسي والاقتصادي، إذ يراه المستثمرون عاملًا رئيسيًا في إبقاء الفائدة منخفضة لفترة أطول، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن وأداة تحوط أمام التقلبات الاقتصادية، فتأثير تصريحات ترامب وعدم اليقين حيال سياسات الرسوم الجمركية أثارا حالة من الرهبة دفعت المستثمرين لتعزيز مراكزهم في الذهب.

تزايد اهتمام المستثمرين بالذهب مع مؤشرات الرسوم الجمركية والتقلبات الاقتصادية

يراقب المستثمرون عن كثب توجهات ترامب تجاه فرض تعريفات جمركية جديدة على عدد من الدول، خصوصًا مع استمرار المفاوضات التجارية التي تلقي بظلالها على توقعات التضخم، الأمر الذي يجعل الذهب خيارًا مفضلًا في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، كما تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأميركيين التي يتوقع صدورها لتعطي مؤشرات حول مدى استمرار الضغوط التضخمية وتأثيرها على السياسات النقدية المستقبلية، ويستمر الطلب على الأصول الآمنة رغم استقرار عائدات سندات الخزانة وارتفاع الدولار الأميركي.

يتمسك الذهب بمكانته كأحد أهم الأصول المفضلة في ظل حالة الضبابية العالمية، فمع تعقيد المشهد الاقتصادي والتجاري، يعزز المعدن الأصفر دوره كأداة تحوط فاعلة يقل بها المستثمرون من المخاطر الناجمة عن العوامل الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية التي يتسبب بها استمرار النزاعات التجارية وسياسات الفائدة الأميركية المتقلبة.