كويكب ضخم يقترب بسرعة تجاه الأرض: هل نواجه كارثة مدن غارقة أو موجة تسونامي هائلة؟

يشكل كويكب بحجم ملعب كرة تهديدًا محتملًا للأرض، حيث يقترب كويكب 2024 YR4 من مسار قد يؤدي إلى اصطدام محتمل في 22 ديسمبر 2032، ومن المتوقع أن يتسبب في دمار كبير بمدينة أو في حدوث تسونامي إذا سقط في البحر، مما يرفع أهمية متابعة حركة هذا الكويكب بدقة واتخاذ إجراءات وقائية مناسبة.

تحليل خطر كويكب بحجم ملعب كرة قريب من الأرض وأساليب رصد المخاطر

وصفت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) كويكب 2024 YR4 بأنه من أخطر الكويكبات التي تم رصدها على الإطلاق، مع احتمال اصطدام يبلغ 1 من 43، رغم أن هذه النسبة تبدو ضعيفة إلا أنها تمثل عبئًا شديدًا على فرق الرصد العلمي، خاصة بسبب حجمه الذي يتراوح بين 40 و100 متر، أي مماثل لحجم ملعب كرة القدم، مما سيؤدي إلى تداعيات كارثية في حال اصطدامه بالأرض. يستخدم العلماء أدوات متطورة، مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، لمراقبة هذا الكويكب بدقة وتحديد مساره بدقة مع اقتراب موعد التصادم المحتمل.

استراتيجيات مواجهة تهديدات كويكب بحجم ملعب كرة عبر تقنيات تغيير المسار

يركز الباحثون من مختلف وكالات الفضاء على ابتكار طرق متعددة لتغيير مسار الكويكب 2024 YR4 قبل وصوله إلى مدار الأرض، وتتضمن أهم هذه الوسائل:

• الاصطدام الحركي عبر إرسال مركبة فضائية لتصطدم بالقنبلة بقوة كافية لتغيير مسارك.
• التفجير النووي القريب من الكويكب لدفعه بعيدًا دون تدميره بشكل مباشر.
• استخدام الليزر أو مركبات فضائية خاصة لتعديل سرعة واتجاه الكويكب بشكل تدريجي.

تجدر الإشارة إلى أن تجربة ناسا في 2022 باستخدام الاصطدام الحركي مع كويكب صغير كانت ناجحة، لكنها لا تضمن فعالية ذاتها مع كويكب بحجم 2024 YR4، لأن التركيب الداخلي للكويكب قد يكون غير متماسك، مما قد يؤدي إلى تفككه إلى قطع أكبر خطورة.

الخيار النووي بين المخاطر والمنافع في مواجهة كويكب بحجم ملعب كرة

في ظل خطورة هذا الكويكب، بدأ بعض العلماء ببحث استخدام الأسلحة النووية كخيار أخير لتغيير مساره، وذلك عبر تفجير قنبلة نووية قريبة منه، بهدف دفعه بعيدًا عن الأرض بشكل فعال دون تدميره تمامًا، لكن هذه الاستراتيجية تثير قلقًا قانونيًا وبيئيًا، لا سيما أن تفكك الكويكب قد يؤدي إلى انتشار أجزاء كثيرة باتجاه الأرض، كما أن الاتفاقيات الدولية تحظر استخدام الأسلحة النووية في الفضاء. بالرغم من هذه المعوقات، يبقى الخيار النووي تحت الدراسة نظرًا لخطورة السيناريو المحتمل.

تراقب وكالات الفضاء جهودها حول كويكب 2024 YR4 بشكل حثيث، إذ تظل احتمالية الاصطدام منخفضة، ولكن الوعي بأهمية التجهيز والخطط الاستباقية يزداد، ليكون لدى البشرية خطة جاهزة للتعامل مع أي كويكب يشكل تهديدًا في المستقبل، كما تمثل متابعة تطورات هذا التهديد خطوة مهمة نحو تعزيز حلول حماية الأرض من المخاطر الفضائية.