«أهمية استراتيجية» توطين صناعة الوحدات البحرية يدعم «التنمية الاقتصادية» في المنطقة

تعتبر توطين صناعة الوحدات البحرية في مصر من أهم المبادرات الاستراتيجية لدعم نمو الاقتصاد وتنمية القدرات المحلية، حيث تسعى هذه الصناعة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز مكانة مصر في الأسواق الإقليمية والدولية، من خلال توفير فرص عمل واسعة للشباب، استقطاب العملة الأجنبية، وزيادة استغلال الموارد الطبيعية وموقع مصر الاستراتيجي المتميز على سواحل متعددة، مما يسهم في تحويل مصر إلى مركز عالمي في مجال الصناعات البحرية.

توطين صناعة الوحدات البحرية: أهميتها الاستراتيجية لمصر

تشكل صناعة الوحدات البحرية في مصر مجالًا واعدًا لدعم الأمن القومي وتعزيز الاقتصاد الوطني، حيث ترتبط بالصناعات الكثيفة مثل صناعة الصلب والمحركات والكهرباء، مما يعزز من تطوير الصناعات المحلية المغذية، وذلك بفضل شراكات استراتيجية بين هيئة قناة السويس وترسانة جنوب البحر الأحمر، والتي أسفرت عن تصنيع قاطرات بحرية متطورة للتصدير بقوة شد تصل إلى 90 طنًا، كما أن التوسع في هذه الصناعة يساهم في زيادة الدخل القومي من خلال تصدير قوارب ومراكب حديثة للأسواق العالمية وضمان تدفق العملات الأجنبية.

الشركات الوطنية ودورها في تنمية صناعة الوحدات البحرية

قادت الشركات الوطنية، وخاصة ترسانة قناة السويس وترسانة جنوب البحر الأحمر، جهودًا حثيثة لتعزيز صناعة الوحدات البحرية محليًا، حيث يعمل مصنع مصر لبناء القاطرات ومساحته 9 آلاف متر مربع على تحقيق أهداف حيوية مثل تطوير البنية التحتية البحرية وبناء 10 قاطرات بحرية حديثة سنويًا، بالإضافة إلى تصدير سفن متطورة بأسعار تنافسية للأسواق الخارجية، واستهداف رفع المكوّن المحلي إلى أكثر من 20٪، مما يخلق فرص عمل لنحو 350 ألف مواطن، كما تتعاون الحكومة والقطاع الخاص لتعزيز تنافسية هذه الصناعة.

التحديات والحلول لتوطين صناعة الوحدات البحرية

تواجه الصناعة البحرية في مصر تحديات كبيرة منها نقص مناطق صناعية مخصصة للصناعات البحرية، الحاجة إلى رفع نسبة المكونات المحلية وتطابقها مع المواصفات العالمية، وصعوبة توفير التمويل اللازم للمشروعات الكبيرة، إلا أن مصر تعمل من خلال التعاون مع شركات دولية متخصصة لنقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات ولقاءات بين هيئات التصنيف الدولية والشركات المحلية لتأهيلها وفق المعايير البحرية العالمية، مما يساعد في تقليل الفاتورة الاستيرادية وضمان نمو مستدام في هذا القطاع الحيوي.

إن تحويل صناعة الوحدات البحرية إلى قطاع حيوي يعتمد على خطة متكاملة تتضمن استثمارات ضخمة، تدريب العمالة المحلية، وتطوير الترسانات البحرية في دمياط، السويس، سفاجا وغيرها من الموانئ، مما يضمن تعزيز مكانة مصر كمركز عالمي للصناعات البحرية الحديثة.