نصف مليار شخص حول العالم يواصلون تناول طعام خطير.. هل تعرف مخاطره الحقيقية؟

عندما نتناول موضوع الكسافا ونبحث عن تحضيرها بأمان، نواجه تحديًا بسبب السموم التي قد تحتويها خاصة في نوعها المرة، حيث تحتاج الكسافا المرة إلى عناية خاصة لضمان إزالة السيانيد السام منها قبل الاستهلاك.

طرق فعالة لتحضير الكسافا بأمان والتخلص من السموم

تتمثل أولى خطوات تحضير الكسافا بأمان في تنظيفها وتقشيرها جيدًا لإزالة الطبقة الخارجية التي تحتوي على تركيز مرتفع من السيانيد، ثم تُقطع إلى شرائح دقيقة لتسهيل عملية النقع. النقع لفترة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة في الماء البارد يُعد من أنجح الطرق لتقليل تركيز السموم، مع تبديل الماء أكثر من مرة لتحسين النتائج. عقب ذلك، تأتي مرحلة الطهي الدقيقة التي تشمل الغلي أو التبخير لفترات مناسبة تضمن تدمير مركبات السيانيد المتبقية؛ فهذه المراحل مجتمعة تقلل بشكل كبير من خطر التسمم الناتج عن تناول الكسافا المرة.

ما هو الخطر الكامن في تناول الكسافا المرة بدون تحضير صحيح

تحتوي جذور الكسافا المرة على كمية عالية من سيانيد الهيدروجين، تصل إلى حوالي 1000 مليغرام لكل كيلوغرام، وهي مادة شديدة السمية يمكن أن تسبب أضرارًا صحية بالغة إذا تم استهلاكها دون معالجة سليمة. من المخاطر التي تهدد المستهلك اضطرابات عصبية مثل الرنح، الذي يؤثر على حركة العضلات والقدرة على التوازن، بالإضافة إلى حالات تسمم حادة أدت إلى وفاة مئات الأشخاص سنويًا في مناطق متعددة. لا يقتصر الخطر على التسمم المباشر بل يمتد أيضًا إلى تأثيرات صحية مزمنة قد تتطور بسبب التعرض المستمر لمركبات السيانيد.

القيمة الغذائية للكسافا وأسباب شيوع استهلاكها رغم المخاطر

تُعتبر الكسافا من المصادر الغنية بالطاقة، إذ توفر حوالي 137 سعرة حرارية في كل 100 غرام تحتوي على 33 غرامًا من الكربوهيدرات وكمًا بسيطًا من البروتينات بنحو 1.2 غرام، ما يجعلها عنصرًا غذائيًا شائعًا لدى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى تعزيز طاقتهم اليومية بشكل فعال. تفتقر الكسافا إلى العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية، لكنها تمتاز بنكهة مميزة تشبه الكستناء أو البطاطس، الأمر الذي يسهل دمجها في أطباق متعددة كالسميد والدقيق والنشاء.

تجدر الإشارة إلى أن تناول الكسافا المرة دون تطبيق طرق تحضير آمنة، كما حصل خلال الأزمة الغذائية في فنزويلا عام 2017، أدى إلى وفيات أكثر من تلك التي نجمت عن الأزمة بحد ذاتها، مما يؤكد ضرورة الوعي بتحضير الكسافا بشكل صحيح لدى جميع من يعتمد عليها غذاءً أساسياً.

• غسل وتقشير الكسافا جيدًا قبل التقطيع
• نقع الشرائح في مياه باردة لفترة لا تقل عن 24 ساعة مع تبديل الماء عدة مرات
• طهي الكسافا عن طريق الغلي أو التبخير لضمان إزالة السموم
• تجنب تناول الكسافا المرة نيئة أو غير معالجة
• استخدام الكسافا في أطباق متنوعة لتعزيز القيمة الغذائية والذوق

ينبغي دائمًا الحذر عند التعامل مع الكسافا، إذ أن توفير السلامة أثناء تحضيرها يحولها من مصدر خطر محتمل إلى غذاء طاقي مفيد يمكن الاعتماد عليه بدون القلق من التعرض لمخاطر السموم، وتلك الوعي هو السبيل الوحيد لمنع وقوع حوادث صحية متعلقة بهذا الطعام الشائع.