مصر تواجه انتشار سريع لمخدر الشيطان القاتل.. كيف يهدد “الشابو” مستقبل الشباب والأسر؟

انتشار مخدر الشابو في مصر أصبح قضية تؤرق المجتمع لما يتركه من آثار مدمرة على العقول والأسر، إذ تُعد مشكلة الشابو من أخطر الأزمات التي تواجه الشباب في عدة محافظات، ويزداد الحديث عنه في التحقيقات الجنائية بسبب دوره الأساسي في جرائم مروعة هزت البلاد مؤخراً.

انتشار مخدر الشابو وتأثيراته السلبية على الشباب في مصر

لم يكن “الشابو” معروفاً في مصر قبل سنوات قليلة، لكن رخص ثمنه وقوة تأثيره جعلته ينتشر بسرعة بين الفئات الشبابية في محافظات مثل الإسماعيلية، الفيوم، القاهرة، وقنا؛ وبالرغم من تزايد أعداد متعاطيه، فإن خطره على الصحة العقلية والجسدية ما زال كبيراً. يبدأ المدمن رحلته بخطوات بسيطة، كتعاطي الحشيش أو الحبوب المخدرة، ثم يتدرج إلى الشابو الذي يُعتبر من أخطر أنواع المخدرات لما يسببه من تغييرات وعواقب نفسية واجتماعية خطيرة.

رحلة الإدمان على الشابو: تجارب واقعية تُظهر الوجه القاتل للمخدر

يحكي عمر، أحد المدمنين السابقين في مصحة علاج بمدينة وادي النطرون، كيف تحولت حياته من براءة الطفولة إلى واقع مظلم بسبب الشابو، الذي جذبته رغبته في الهروب من الواقع. يبدأ المدمن بمراحل مختلفة من التعاطي، حتى يصل إلى حالة لا يستطيع فيها التحكم في نفسه أو مشاعره، ويسود الإهمال لعائلته وأصدقائه. يزيد الإدمان تدريجياً ليشمل انعدام النوم لأيام طويلة وزيادة تناول الأدوية المنومة، مع ظهور تصرفات عنيفة وغير منطقية، ما يضع المدمن في دوامة خطيرة يصعب الخروج منها بدون دعم طبي ونفسي.

طرق انتشار الشابو في مصر وأساليب التعامل مع الإدمان والخروج منه

يرصد اللواء مجدي السمري، الخبير في مكافحة المخدرات، أن الشابو يأتي بشكل أساسي من دول شرق آسيا، وانتشر منذ عام 2011 بسبب ضعف الرقابة الأمنية وظهور حالات تصنيع محلي بطرق بدائية سهلت انطلاقه في الأسواق السوداء؛ حيث يتفاوت سعر الجرام الواحد بين 200 و800 جنيه حسب الجودة ومستوى التهريب. ويتطلب علاج مدمني الشابو برامج متكاملة تشمل إزالة السموم، علاج الأمراض النفسية، والتأهيل الاجتماعي، كل ذلك في بيئة آمنة تعزز فرص التعافي.

  • المرحلة الأولى: طرد المخدر من الجسم مع مراقبة دقيقة للتخلص من أعراض الانسحاب.
  • المرحلة الثانية: العلاج النفسي الذي يركز على معالجة الأسباب النفسية للإدمان.
  • المرحلة الثالثة: دعم التأهيل المجتمعي لإعادة دمج المدمن في حياته الطبيعية.

من تجارب المتعافين يتضح أن بداية التعافي تأتي مع الإدراك الصحيح للإدمان وطلب المساعدة قبل الوصول إلى مراحل يائسة تهدد الحياة، فمدمن الشابو ليس مجرماً، بل يحتاج لدعم نفسي وطبي لأنه ضحية مخدر يشل جهازه العصبي ويغير من سلوكه بشكل جذري؛ وكلما كان التدخل مبكراً كانت فرص الشفاء أكبر. يبقى قرار البداية حجر الأساس في طريق الابتعاد عن الشابو، فهو الخطوة الأولى نحو استعادة حياة صحية ومستقرة بعيدة عن الألم والتدمير، التي يسببها هذا المخدر اللعين داخل المجتمع.