اعتداء عنيف على عمر خيري في ريف حلب يثير موجة استنكار واسعة.. ما القصة؟

الفنان السوري عمر خيري يتعرض لاعتداء عنيف في ريف حلب يثير جدلاً واسعًا

تعرّض الفنان السوري عمر خيري لاعتداء عنيف خلال إحيائه حفل زفاف في مدينة الباب بريف حلب، ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح نقاشًا كثيفًا حول أسباب الاعتداء ومدى ارتباطه بالظروف السياسية والاجتماعية القائمة في المنطقة.

تفاصيل مشاهد الاعتداء على عمر خيري والتداعيات الميدانية

شارك ناشطون سوريون مقاطع فيديو وثّقت اللحظات القاسية التي تعرض فيها عمر خيري لموقف مهين، حيث أجبرت مجموعة شبابية الحفل على التوقف بالقوة، وانهالوا عليه بالضرب، قبل أن يقوموا بحلق شعره بالكامل بطريقة مذلة، مع كتابة عبارات مهينة على وجهه في مشهد أثار استنكارًا واسعًا. ظهر خيري في حالة ذهول وانكسار، واضطر لترديد شعارات سياسية قسرية أمام الحضور، وسط تعدي لفظي واضح عليه، ما دفع قطاعًا كبيرًا من الجمهور وخاصةً الوسط الفني إلى المطالبة بملاحقة الفاعلين فورًا. هذا الحدث أثار انقسامًا في الرأي بين من استنكر التجاوزات وأكد على ضرورة احترام الفن والحرية، ومن ربطه بالاعتبارات الدينية أو السياسية التي تسيطر على بعض المناطق.

الأسباب المتضاربة وراء الاعتداء على عمر خيري وتفسيراتها

تتفاوت الروايات حول دوافع الاعتداء على عمر خيري، حيث ينسب البعض السبب إلى تأييده المزعوم للنظام السوري السابق، فيما يرى آخرون أن الاعتداء جاء نتيجة رفض المتشددين لفكرة الغناء ذاته، معتبرين إياه مخالفًا لمعتقداتهم الدينية أو الفكرية. وتذهب بعض التحليلات إلى أن الواقعة تمثل محاولة لفرض نمط فكري متشدد على المجتمعات في المناطق التي تفتقر للرقابة الأمنية الفعالة، ما يعكس تصاعدًا في ظاهرة التكفير والعنف ضد من يعبرون عن فكر مختلف أو يمارسون حريات فنية. هذا الخلاف بين التفسيرات يزيد من تعقيد المشهد ويجعل محاسبة الجناة محل تحدي.

رد وزارة الداخلية السورية وتضامن الجمهور مع عمر خيري

نفت وزارة الداخلية السورية، عبر المتحدث باسمها نور الدين البابا، أي علاقة للأجهزة الأمنية بالحادث، مؤكدة أنه “فعل فردي” لا يمكن أن يكون من أعمال مؤسسة رسمية، محذرة من تداول شائعات تهدف إلى تشويه صورة الدولة. ودعت إلى تحقيق سريع ومحايد لتقديم المعتدين إلى العدالة. في المقابل، شهدت منصات التواصل حملة تضامن واسعة مع عمر خيري، ندد فيها الفنانون والناشطون بالحادث، معتبرين إياه انتهاكًا صارخًا للحرية الشخصية والفنية، ودلالة على تصاعد خطاب العنف والتكفير في بعض مناطق سوريا، مما يعرض سلامة المجتمع وتنوعه للخطر.

تعريف موجز بالفنان السوري عمر خيري ومسيرته الفنية الشعبية

يُعد عمر خيري فنانًا شعبيًا سوريًا معروفًا بأداء الأغاني التراثية والمناسبات الاجتماعية، لا سيما حفلات الأعراس في شمال سوريا، حيث يتمتع بشعبية واسعة في الأوساط الريفية. ساعدت شهرته في مناطق متعددة على تأسيس قاعدة جماهيرية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه جعلته هدفًا للأعمال العدائية التي تعكس حالة الاحتقان والفوضى في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة بشكل كامل. تعزيز القنوات الإعلامية والمتابعة المستمرة لمثل هذه الحوادث يسلط الضوء على واقع حقوق الفنانين وحريات التعبير في سوريا.

يظل اعتداء عمر خيري انعكاسًا لحالة اللااستقرار التي تعيشها بعض مناطق سوريا، حيث تتداخل العوامل السياسية والفكرية والدينية لتشكل بيئة معقدة تأثر بشكل مباشر على الحريات الفنية والشخصية، مما يستدعي اهتمامًا متزايدًا من قبل المجتمع المحلي والدولي لحماية حقوق الإنسان والفنان في آنٍ معًا.