اعتذار مفاجئ من عايض القرني بعد تعليقه على وفاة الحويني.. ما التفاصيل؟

تراجع الداعية السعودي عائض القرني عن تعزيته في وفاة الشيخ المصري أبوإسحاق الحويني بعد أن تبين له بعض الخلافات في منهج الحويني، وهو ما دفعه إلى إعادة النظر في موقفه بشفافية ورحمة. لم يتردد القرني في توضيح موقفه بوضوح، مؤكدًا أنه قد يثني على أشخاص قبل أن يتعرف على منهجهم بالتفصيل، وهذا ما حدث مع الحويني بعد مطالعة أعمق وتنبيه من المحبين الثقات.

تفسير تراجع عائض القرني عن تعزيته للمرحوم أبوإسحاق الحويني

أوضح عائض القرني عبر منشور على منصة “إكس” أنه يتحلى بالتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، ويرفض أي مخالفة لهذا المنهج، حتى في المسائل الصغيرة، وهذا ما دفعه لإعادة تقييم تعزيته للشيخ الحويني. وأكد دعمه وولاءه لولاة الأمر في المملكة العربية السعودية وعلماها، مما يعكس حرصه على الانتماء للمسار الصحيح في الفقه والاعتقاد، وهو موقف يحظى بتقدير من جانب أتباع المنهج السني. يأتي هذا التوضيح بعد موجة من الانتقادات التي تعرض لها بسبب تراجعه، حيث رأى البعض أن التعزية كانت مبكرة قبل التفقه في مسار الحويني.

السيرة العلمية والتاريخية لأبوإسحاق الحويني

ولد أبوإسحاق الحويني في قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ بمصر، وبدأ اهتمامه بالدين في سن مبكرة عندما التحق بدروس الشيخ عبد الحميد كشك في القاهرة. تزامن ذلك مع دراسته في كلية الألسن بجامعة عين شمس في قسم اللغة الإسبانية، حيث درس المحدث محمد ناصر الدين الألباني الذي كان له أثر واضح في توجهه العلمي. حصل الحويني على درجة متقدمة وأُبتعث إلى إسبانيا لدراسات عليا، لكنه قرر العودة إلى وطنه بعدما فضل متابعة مشواره العلمي والفقهي محليًا.

مؤلفات ومحاضرات أبوإسحاق الحويني وأثرها في علوم الحديث والتفسير

ترك أبوإسحاق الحويني إرثًا غنيًا في مجال علوم الحديث، إذ قام بتحقيق عدد من الكتب المهمة مثل سنن ابن ماجة والأربعين الكبرى للبيهقي، بالإضافة إلى “غوث المكدود” الذي خلّص فيه تخريج منتقى ابن الجارود. عُرف الحويني بمحاضراته ودروسه التي بثها في المساجد والقنوات الفضائية، حيث تناول موضوعات متعددة في الفقه والحديث والتفسير، مما جعله شخصية بارزة في الحراك الديني الإسلامي السني في مصر والعالم العربي.

تعرض عائض القرني لهجوم لاذع من مستخدمي منصة “إكس” عقب اعتذاره عن تعزيته في وفاة الحويني، معتبرين أنَّه كان من الأجدر عدم تقديم التعزية إلا بعد التحقق من المسائل العقائدية للفقيد. يأتي ذلك في إطار الحساسية التي تحيط بمنهج أهل السنة والجماعة، حيث يُنتظر من العلماء والدعاة الالتزام التام بخط واضح لا يحتمل التحايل. موقف القرني يعكس حرصه على التوازن بين التعبير عن الرحمة واحترام المنهج، وهو موقف نادر الحدوث في ظل كثرة الجدل الديني على المنصات الاجتماعية.

تجسدت مسيرة أبوإسحاق الحويني في العطاء العلمي والدعوي عبر مؤلفات ودروس شكلت مرجعًا هامًا في علوم الحديث والفقه، لكن الاختلاف على بعض القضايا المنهجية هو ما دفع القرني إلى إعادة النظر في موقفه التعزي، مما أظهر جانبًا إنسانيًا وواقعيًا في تعامل الدعاة مع الأمور الحساسة التي ترتبط بالعقيدة والمسلك العلمي السليم.