هل للمسيّرات دور حاسم في تغيير موازين القوى بطرابلس؟ تعرف على التفاصيل

استخدام الطائرات المسيّرة في ليبيا أصبح عاملًا محوريًا في تغيير موازين القوة، خصوصًا في معركة طرابلس القادمة؛ إذ يعتمد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة على هذا السلاح بشكل كبير لحسم صراعه مع ميليشيات غربية معارضة. القصف الذي نفذته المسيّرات على الزاوية وصبراتة أثار جدلًا واسعًا، وسط اتهامات باستخدامها لأهداف سياسية وعسكرية حساسة في الوقت ذاته.

دور الطائرات المسيّرة في ضرب أوكار مهربي البشر غرب ليبيا

أكدت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية لجأت إلى الطائرات المسيّرة لاستهداف أوكار مهربي البشر في مناطق الزاوية وصبراتة، معتبرة أن العمليات الجوية الدقيقة تركز على تمركزات تجار المخدرات والهجرة غير النظامية. رغم ذلك، انتشرت مقاطع مصوّرة تبرز استهداف منازل مدنية، ما أثار استهجانات وادانات من جهات حقوقية، وأثار التساؤلات حول طبيعة الأهداف الحقيقية لهذه الضربات. يُلاحظ أن الطائرات المسيّرة التي تنفذ هذه العمليات تستند إلى قاعدة الوطية العسكرية، الواقعة تحت نفوذ تركي، مما يربط استخدام هذه الوسيلة الحربية باتفاقات سياسية بين الدبيبة وأنقرة.

الرسائل السياسية والعسكرية وراء استخدام المسيّرات في طرابلس والمناطق الغربية

يتناول المتابعون وجود رسائل تخويف ضمن هجمات المسيّرات التي استهدفت مناطق في غرب ليبيا؛ إذ يرى وزير الدفاع الأسبق محمد البرغثي أن هذه الضربات ترمز إلى قوة الطائرات المسيّرة وقدرتها على التأثير في معارك طرابلس المقبلة، بينما يفسر الباحث جلال حرشاوي هذه العمليات على أنها إعادة توظيف حجج مكافحة الهجرة غير النظامية لتحييد خصوم سياسيين، خاصة حليف الدبيبة السابق محمد بحرون وقبائل الزاوية. إضافة إلى ذلك، يحاول الدبيبة تعزيز صورته كرئيس وزراء قوي قادر على دعم القوى الأوروبية، ومن بينها إيطاليا، في مواجهات تدفق المهاجرين، مستغلاً بذلك شرعية هذه العمليات في إدارة الصراع الداخلي.

توقعات بدمج الطائرات المسيّرة في معارك طرابلس القادمة وأبعاد استخدام هذا السلاح

يرجح خبراء في المجال الأمني والعسكري أن الطائرات المسيّرة ستلعب دورًا بارزًا في معركة طرابلس المرتقبة، خاصة مع تضمينها ضمن قواعد انتشار وتنظيم استراتيجي للجيش النظامي الليبي. ويشير مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية شريف بوفردة إلى أن تكتيكات انتشار المسيّرات تتيح توجيه ضربات دقيقة، رغم صعوبة السيطرة على المناطق الحضرية ذات التداخل بين الميليشيات والعصابات. استخدام هذه الطائرات لم يكن جديدًا؛ إذ ظهرت بشكل واضح في معركة طرابلس 2019–2020 بدعم تركي عبر عشرين طائرة من نوع “بيرقدار تي بي 2” أثبتت فاعليتها في صد تقدم قوات الجيش الوطني. يعزز هذا الواقع احتمالية استمرار اللجوء للطائرات المسيّرة في النزاعات المستقبلية، وسط هدنة هشة لا تضمن استدامة الأمن في العاصمة والمناطق المحيطة.

المنطقة الهدف تاريخ الضربة التعليق
الزاوية أوكار مهربي البشر 2023 مايو استهداف مقرات وتعزيز الانتشار العسكري
صبراتة مواقع مكافحة الهجرة غير النظامية 2023 مايو رسائل تخويف وتحكم سياسي
قاعدة الوطية إطلاق وتنظيم العمليات مستمرة تخضع لسيطرة تركية