سابك تواجه تحديات مالية حادة بسبب إعادة الهيكلة ومخصصات جديدة.. تعرف على التفاصيل

سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك خسائر بلغت 5.28 مليار ريال بنهاية النصف الأول من عام 2025، متأثرة بشكل رئيسي بتسجيل مخصصات وانخفاض في قيمة الأصول الناتج عن إغلاق وحدة التكسير في مصنع تيسايد في المملكة المتحدة، في إطار مراجعة تشمل إعادة هيكلة محفظة أعمال الشركة لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف وسط التحديات المستمرة التي تواجه قطاع البتروكيماويات.

أسباب خسائر سابك في 2025 وأثر مخصصات انخفاض الأصول الأوروبية

تعود خسائر الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك خلال الربع الثاني من 2025، بحسب محللين ماليين، إلى عدة عوامل استثنائية غير تشغيلية، أبرزها تسجيل مخصصات بقيمة 3.78 مليار ريال بسبب انخفاض قيمة الأصول في المجمع الصناعي في المملكة المتحدة وتشمل أيضًا مبادرات إعادة الهيكلة في أوروبا التي أضافت تكاليف غير متكررة. وأوضح جاسم الجبران، مدير الأبحاث في “الجزيرة كابيتال”، أن خسائر الربع الثاني تبلورت نتيجة لتحديات مستمرة في سوق البتروكيماويات الأوروبي، التي تشمل ارتفاع تكاليف اللقيم وهوامش سلبية، إضافة لتراجع مساهمة الشركات الزميلة والمشاريع المشتركة بقيمة 838 مليون ريال، نتيجة انخفاض قيمة أصول مالية من بينها حصة “سابك” في شركة “كلارينت” السويسرية. كما أشار إلى تراجع هامش الربح الإجمالي الذي وصل إلى 12.43%، وهو أدنى مستوى منذ عام 2020، مما يعكس الضغوط التشغيلية المستمرة. هذه البنود الاستثنائية جعلت من الصعب إجراء مقارنة دقيقة على أساس ربعي أو سنوي.

الأداء التشغيلي لشركة سابك وسط ضغوط السوق العالمية وتأثير الاستراتيجية الجديدة

أكد الدكتور حسين العطاس، المستشار المالي، أن أكثر من 90% من خسائر الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك في الربع الثاني ناجمة عن مخصصات غير تشغيلية مرتبطة بانخفاض قيمة الأصول في أوروبا، مشيرًا إلى أن هذه الخسائر تعكس استراتيجية الشركة لإعادة هيكلة أصولها بهدف رفع كفاءة استغلال رأس المال والتخلص من الأصول ذات الجدوى المحدودة. من ناحية أخرى، حافظت سابك على مستوى إيرادات قوي بقيمة 35.7 مليار ريال، ما يدل على ثبات حجم المبيعات رغم بيئة السوق الصعبة. ولكن استمرار ضعف أسعار المنتجات النهائية وارتفاع تكلفة اللقيم أثر سلبًا في هوامش الربح، معتبراً أن القطاع يمر بدورة انكماش عالمية بسبب تباطؤ الطلب في الصين وأوروبا، إضافة لتشبع الأسواق وزيادة المنافسة من منتجين منخفضي التكلفة. ويعتبر اتخاذ سابك لقرارات إعادة الهيكلة هذه بمثابة مسار صحيح لتعزيز استدامة الأداء على المدى الطويل.

توقعات بتحسن تدريجي في أداء الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك خلال النصف الثاني من 2025

يتوقع جاسم الجبران أن تشهد الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك تحسُّنًا تدريجيًا في أدائها خلال النصف الثاني من عام 2025، بدعم من انخفاض أثر المخصصات الاستثنائية واقتراب الانتهاء من إعادة هيكلة الأعمال المقررة في الربع الثالث. كذلك يُرجح أن يؤدي انخفاض أسعار اللقيم مع فصل الصيف إلى تحسين الهوامش الربحية. ويضاف إلى ذلك تمتع الشركة بمرونة مالية قوية تمكنها من الاستفادة من أي تحسن في البيئة التشغيلية مع استمرار التركيز على زيادة الكفاءة وضبط التكاليف كأولوية استراتيجية. من جهته، أكد حسين العطاس أن سابك تستعد بشكل مكثف لدورة انتعاش جديدة قد تبدأ في 2026 مع توقعات بتحسن الطلب وهوامش المنتجات، ما قد يعزِّز مكانتها في السوق مجددًا.