قفزة أسعار الفضة بعد إعلان خفض الفائدة.. تعرف على تأثيرها الفوري على السوق

شهدت الفضة مؤخراً انتعاشاً ملحوظاً مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، حيث برزت كخيار استثماري جذاب وسط التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية؛ فما زاد الطلب عليها وفجر فرصاً جديدة أمام المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن.

تباين حركة أسعار الفضة بين السوق المحلية والعالمية وسط توقعات تخفيض الفائدة

على الرغم من الارتفاعات العالمية التي شهدتها أسعار الفضة، شهد السوق المحلية المصرية تراجعاً طفيفاً في الأسعار بحلول نهاية يوليو؛ إذ انخفض سعر جرام الفضة عيار 800 من 53 إلى 52 جنيهًا، بينما سجل عيار 925 نحو 60 جنيهًا، وعيار 999 وصل إلى حوالي 65 جنيهًا، في حين بلغ سعر جنيه الفضة عيار 925 نحو 480 جنيهًا، مما يعكس تبايناً في توجهات السوق المحلية مقارنة بالسوق العالمية. أما على المستوى العالمي، فقد افتتحت أوقية الفضة تداولاتها عند 38 دولارًا، لكنها أغلقت عند 36.96 دولارًا، متأثرة بتقلبات البيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي تؤثر بدورها على توقعات خفض الفائدة.

تأثير بيانات التوظيف الأمريكية على ارتفاع أسعار الفضة ودور خفض الفائدة

شهدت أسعار الفضة انتعاشاً ملموساً بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر يوليو، والذي جاء أقل من التوقعات بإضافة 73 ألف وظيفة فقط، مقارنة بالتوقعات التي بلغت 110 آلاف، إضافة إلى خفض أرقام يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%؛ ما دفع الدولار والسندات الأمريكية للتراجع، وعزز من توقعات خفض سعر الفائدة في اجتماع الفيدرالي المرتقب على سبتمبر بنسبة 82%، وهو ما عزز الإقبال على الاستثمار في الفضة كأصل لا يعتمد على العوائد المباشرة. طوال يوليو، استحوذت الفضة على اهتمام المستثمرين بعد فتح جرام عيار 800 عند 50.50 جنيهًا ووصوله إلى ذروة 54 جنيهًا قبل الإغلاق عند 52 جنيهًا، فيما صعدت الأوقية من 36 إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.

الدعم المستمر لأسعار الفضة من الطلب الصناعي وتوقعات السوق المستقبلية

يلعب الطلب الصناعي دوراً متصاعداً في دعم أسعار الفضة، لا سيما داخل قطاعات الطاقة الشمسية، السيارات الكهربائية، والإلكترونيات؛ إذ تُعد الفضة عنصراً أساسياً في هذه الصناعات المتطورة. وتوقع تقرير مؤسسة “سيتي” أن تبلغ أوقية الفضة 40 دولارًا خلال عام، مع إمكانية تجاوز 46 دولارًا في الربع الثالث من عام 2025. ولا تزال الفضة تتمتع بقيمة فعلية أقل مقارنة بالذهب؛ حيث تصل نسبة الذهب إلى الفضة الحاليّة إلى 86، مقارنة بمتوسط تاريخي يتراوح بين 50 و60، ما يشير إلى إمكانيات ارتفاع الأسعار مستقبلاً. ووجه التقرير نصيحة مهمة للمستثمرين المصريين بتخصيص 10% من محافظهم الاستثمارية للفضة، نظراً للتوقعات التي تشير إلى تجاوز الطلب العالمي 1.2 مليار أوقية بحلول عام 2025، مما يعزز مكانة الفضة كأصل استثماري متين وواعد.