ارتفاع قياسي في درجات الحرارة يغزو البحر الأبيض المتوسط اليوم.. هل تتحول إلى كارثة تسونامي؟

تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط موجة حر غير مسبوقة تضرب جنوب أوروبا وشمال أفريقيا بدرجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية، ما يزيد المخاوف من حدوث كوارث طبيعية جديدة؛ فقد أطلقت السلطات الأوروبية تحذيرات شديدة في عدة مناطق بسبب هذه الموجة التي تؤثر على حياة الملايين.

تطور موجة الحر في البحر الأبيض المتوسط وتأثيراتها الحادة

تتعرض منطقة البحر الأبيض المتوسط لموجة حرارة قوية أدت إلى إعلان أعلى درجات الطوارئ في عدد من الدول؛ ففي فرنسا، تم إصدار الإنذار البرتقالي لـ 84 مقاطعة، بينما أعلنت إسبانيا عددًا من المناطق ذات الحكم الذاتي حالة الإنذار، إلى جانب ثلثي البرتغال وعشرات المدن الإيطالية مثل ميلانو وباليرمو، فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ في جزيرة خيوس باليونان بسبب اندلاع الحرائق. وتؤكد بيانات معهد أوروبي أنها سجلت درجات حرارة قياسية لم يسبق لها مثيل في جنوب القارة، مترافقة مع تسجيل حرارة سطح البحر الأعلى منذ بداية التوثيق في التسعينيات.

الأسباب المناخية وراء موجة الحر الشديدة في البحر الأبيض المتوسط

ترجع هذه الظاهرة الحادة إلى تأثير إعصار مضاد ذي أصول أفريقية مستقر فوق جنوب أوروبا، حيث يتسبب الضغط الجوي المرتفع في دفع كتلة من الهواء الساخن إلى الأسفل، مكونًا ما يعرف بـ “قبة الحرارة” التي تحبس الحرارة في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي. ووفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، فإن هذا النموذج سيستمر حتى منتصف الأسبوع، ما يرفع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال فترة يونيو ويوليو، مع تسجيل معدلات حرارة نهارية تتراوح بين 42 و45 درجة مئوية، ودرجات ليليه لا تقل عن 25 درجة مئوية.

بيانات قياسية تؤكد تصاعد حرارة البحر الأبيض المتوسط وتفاقم موجات الحر

كشفت وكالة Copernicus للاتحاد الأوروبي عن ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح مياه البحر إلى 28.4 درجة مئوية في يونيو 2025، وهو أعلى معدل مسجل منذ بدء الرصد في التسعينيات، مع تسجيل درجات حرارة سطحية عالمية قياسية خلال نفس الشهر. وتشير تقارير منظمة الأرصاد العالمية إلى أن أوروبا تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل ضعف المتوسط العالمي، حيث بلغ ارتفاع الحرارة في عام 2024 حوالي 1.2 درجة مئوية مقارنة مع الفترة من 1991 إلى 2020، متجاوزًا بمقدار 2.6 درجة مئوية عصر ما قبل الثورة الصناعية.

• إسبانيا شهدت ارتفاعاً في درجات الحرارة بين 42 و45 درجة مئوية، مع تسجيل أعلى حرارة في بعض المدن مثل هويلفا التي وصلت إلى 46 درجة مئوية.
• فرنسا أصدرت إنذارات برتقالية تشمل 84 مقاطعة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
• اليونان أعلنت حالة الطوارئ في جزيرة خيوس بعد اندلاع حرائق ناتجة عن موجة الحر.

تؤشر هذه الأرقام إلى تصاعد واضح في وتيرة وشدة موجات الحرارة التي تضرب منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما يعكس تحولات مناخية مستمرة تؤثر على البيئة، المجتمع، والاقتصاد في دول المنطقة، ويترتب عليها تحديات كبيرة في إدارة الموارد وحماية الأرواح.