إلى أي حد يعتبر التجوال بين القبور من المنكرات شرعًا؟ تعرف على الحكم الشرعي الكامل

الطواف بالقبور من الأمور التي يختلف حولها الفقهاء، وخصوصًا ما يتعلق بحكم من طاف بالقبور سواء جهلاً أو علمًا، ويبحث الكثير من المسلمين عن الحكم الشرعي لهذا الفعل وهل يُعتبر من الشرك أم لا؛ فالطواف بالقبور بدعة ومرتبطة بمعاني الشرك في حالة القصد العبادي لأصحابها، وهذا المقال يوضح موقف الشرع من هذه الممارسة من خلال فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله.

حكم الطواف بالقبور والفرق بين العبادة والجهل

حكم من طاف بالقبور يختلف حسب النية والمقصد؛ فلطواف القبور إذا كان بغرض العبادة والتقرب إلى أصحابها يعد شركًا أكبرًا، لأن ذلك يعادل الدعاء للأصنام واستغاثة غير الله، وهو كفر بواح لا يقبل الله من صاحبه الشهادة ولا الصلاة عليه عند الوفاة، بل يترتب عليه عدم تغسيله أو الصلاة عليه أو دفنه بمقابر المسلمين، بحسب ما أوضح الشيخ ابن باز رحمه الله؛ أما إذا طاف القبر بقصد التقرب إلى الله وحده دون الاعتقاد بأن لأهل القبور قدرة على التدخل في الأمور، فإنه يعتبر مبتدعًا فقط، لأن الطواف بالقبور بغير قصد العبادة بدعة مكروهة وخطأ شرعيًا، لكنه لا يصل إلى حد الكفر.

حكم من لم تبلغه الدعوة بين الطواف بالقبور وأحكام الفترات

بالنسبة لمن طاف بالقبور وهو من أهل الفترات أو غير المسلمين الذين لم تبلّغهم الدعوة الإسلامية، يحملون حكمًا خاصًا، فقد شرح الشيخ ابن باز أن هؤلاء مثل أم النبي صلى الله عليه وسلم وأبيه ممن ماتوا قبل وصول الدعوة، فلا يُعدون كفرة في الأصل، بل هم أهل فترة؛ يُحاسبون يوم القيامة بحسب امتحان الله لهم، فمن نجح دخل الجنة ومن أخفق دخل النار، وذلك لا يُقاس عليهم بالسلب من حيث الطواف أو غيره، بل حكمهم في الدنيا حكم الجهل والبعد عن الإسلام، ولا يمسونه الكفر إلا إذا تبين قصد الشرك.

دور الدعوة وحجيتها في تحديد حكم الطواف بالقبور والشرك

شرط صحة الحُكم على من طاف بالقبور بالشرك أو مجرد البدعة هو وصول الدعوة إليه، فكما بين الشيخ ابن باز فإن من بلغته رسالة الإسلام والقرآن، ولم يردّ بها فهو كافر بحجة قائمة عليه؛ بينما من لم تبلغه الدعوة أو كان عاجزًا عن إدراكها بكامل وعيه من قبيل الصغار أو المعتوهين، يُترك حكمه إلى الله، أما من طاف بالقبور وهو يعلم حكم الشرع ويعمد إلى العبادة فيها فلديه حكم الشرك الأكبر؛ ولذلك يأمر الشرع برفض طقوس الشرك الظاهرة وتجنبها والالتزام بوحدانية العبادة لله وحده كما نصّ عليه القرآن والسنة.

الوضع الحكم الشرعي
طواف بالقبور بقصد العبادة شرك أكبر، كفر صريح
طواف بالقبور بنية التقرب إلى الله فقط بدعة لا كفر
لم تبلغه الدعوة ومات على الجهل أهل فترة، امتحان يوم القيامة
بلوغ الدعوة ورفضها كفر وحجة قائمة عليه
  • الطواف بالقبور بدعة محرمة إذا كان بهدف التقرب إلى أصحابها
  • كل عبادة غير الله تُعد شركًا أكبر بحسب فتاوى ابن باز
  • الأفضل избегать كل ما يدلّ على الشرك والممارسات المبتدعة
  • الله تعالى يحكم على الجميع بحسب علمه الكامل ونيتهم وأعمالهم

جاءت فتوى الشيخ ابن باز واضحة بأن التعامل مع مسألة الطواف بالقبور مرتبط بشكل وثيق بفهم الدعوة الإسلامية ومستوى العلم والدراية بالحكم الشرعي؛ فإذا كان الشخص جاهلًا فلا يحمل الكفر، لكن مع نشر الوعي الشرعي والقيام بدوره فإن مقصدي العبادة بهذا الفعل يحكم عليهم بالكفر، والله هو الذي يعلم الخفيات وأعمال العباد ومصير كل منهم في الآخرة.