خبير اقتصادي يعرض حسابات بناء المنزل بالرياض ويوضح مخاطر التزام 50% من الراتب في التمويل العقاري—هل تستحق هذه الخطوة؟

دفع 50% من الراتب في التمويل العقاري يمثل عبئًا ماليًا ثقيلاً يثقل كاهل الفرد، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة الحالية، ولذلك يجب دراسة هذه الخطوة بدقة لتجنب الوقوع في ضائقة مالية طويلة الأمد.

لماذا يُعتبر دفع 50% من الراتب في التمويل العقاري مغامرة غير محسوبة

أوضح الكاتب والمستشار الاقتصادي الدكتور عبد الله بن ربيعان أن تحمل دفع 50% من الراتب في تمويل العقار يشكل خطورة مالية كبيرة، ويصف الأمر بالمغامرة غير المحسوبة؛ إذ يؤدي هذا الالتزام العالي إلى مواجهة صعوبات كبيرة بعد فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام، قد تدفع الشخص إلى مستويات مالية صعبة أقرب إلى خط الفقر، حتى لو كان يمتلك منزلًا، مما يضع المالك في وضع غير مستقر ماليًا.

تأثير دفع أكثر من 40% من الراتب على الاستقرار المالي

تجدر الإشارة إلى أن أي شخص يدفع أكثر من 40% من راتبه في أقساط سواء كانت إيجارًا أو تمويلًا عقاريًا، سيواجه عبئًا ماليًا مؤلمًا يؤثر سلبًا في جودة حياته؛ فالالتزام الشهري العالي يقلص من قدرة الفرد على تغطية نفقات الحياة الأساسية، ويزيد من احتمالية التعرض لمشاكل مالية مزمنة، ما يستدعي التفكير بعقلانية قبل الإقدام على مثل هذا النوع من التمويل الذي قد يؤثر على الاستقرار المالي للأسرة على المدى الطويل.

الفرق الكبير في تكلفة بناء المنازل داخل وخارج الرياض

يشير الدكتور عبد الله بن ربيعان إلى أن السكن خارج الرياض خيار ممكن من الناحية الاقتصادية، خاصة مع الفارق الكبير في تكلفة البناء؛ إذ تبلغ تكلفة بناء منزل دور أو دور ونصف خارج الرياض حوالي 500 ألف ريال، بينما تبلغ تكلفة بناء نفس المنزل داخل العاصمة ما بين 3 إلى 4 ملايين ريال، ما يجعل السكن في المناطق الخارجية أكثر جدوى خاصة لمن يود تأمين مسكن دون تحميل نفسه أعباء تمويل عقاري مرتفعة قد تؤثر على مستقبله المالي.

تقييم نسبة التمويل العقاري إلى الراتب يجب أن يتم بعناية فائقة، مع الأخذ في الاعتبار أن الالتزام بنسبة كبيرة من الدخل الشهري قد يؤدي إلى تحديات مالية تواجه الفرد والأسرة لاحقًا، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف السكن في المدن الكبرى. لذلك، من الأفضل دائمًا البحث عن خيارات تناسب الوضع المالي وتعزز الاستقرار بعيدًا عن الديون الثقيلة.