شهادة مؤثرة من مشجعة زملكاوية تكشف كيف تحول شيكابالا إلى نقطة تحوّل في حياتها (صور)

مواجهة العنصرية في مصر: قصة ترتيل عثمان ودعم شيكابالا الأسطوري

تُعد مواجهة العنصرية في مصر تحديًا يوميًا خاصةً لمن يملكون بشرة داكنة أو ملامح تختلف عن المعايير السائدة، وترتيل عثمان كانت واحدة من هؤلاء الذين نجوا من أزمتها بفضل الدعم الذي وجدته في شخصية شيكابالا، قائد نادي الزمالك وأسطورة كرة القدم المصرية. ترتيل، التي تحولت من عدم اهتمام بكرة القدم إلى متابعة مشوقة لهذا النجم، تكشف في قصتها كيف أثرت العنصرية السلبية على تجربتها الشخصية، وكيف لعب شيكابالا دور البطل في حياتها.

تجربة تعرض ترتيل عثمان للعنصرية ودور شيكابالا في تخطي الأزمة

العنصرية في مصر غالبًا ما تُمارس بشكل خفي لكنها مؤلمة للغاية، خصوصًا لمن يمتلكون لون بشرة داكنة؛ إذ يتحول اسم الإنسان إلى ألقاب تقلل من قيمته مثل “شوكولاتة” أو “سمّارة”، ما يُشكّل انتقاصًا من الهوية الشخصية ويترك أثرًا نفسيًا عميقًا، كما تشرح ترتيل عثمان. رغم اعتقاد البعض أن هذه الألقاب تأتي ضمن نطاق المزاح، إلا أن الحقيقة أن هذه الظاهرة تمثل جانبًا من العنصرية التي تجعل أصحاب البشرة الداكنة يشعرون بالتهميش والتمييز. ترتيل نصحت كل من يمرّون بتجارب مشابهة بأن يدركوا أنهم ليسوا وحدهم، وأن الوعي بالنظر لهذه المشكلة ومناقشتها هو خطوة أساسية لتجاوزها.

كيف تغيرت علاقة ترتيل بكرة القدم عبر ارتباطها بالشيخ الأسمر “شيكابالا”؟

لم تكن ترتيل عثمان تهتم بكرة القدم في بداياتها، لكن طفولتها شهدت لحظة فارقة حين بدأت تسمع اسم شيكابالا يُنادى في الشارع، فلم تُفارق تلك اللحظة خيالها أبدًا؛ إذ ارتبط الاسم بها منذ المدرسة وحتى الجامعة، وكان يُمنحها لقبًا مرتبطًا به. هذه العلاقة التي بدأت كتعريف بسيط، تحولت إلى متابعة مستمرة لما يقدّمه شيكابالا، لأنه كان يشبهها في الشكل واللون، وكان من القلائل الذين يُظهرون مهارة وريادة ناجحة في الملعب. بالنسبة لترتيل، كان شيكابالا نموذجًا للنجومية المختلفة، التي تمنح الأمل حتى لمن يواجهون تحديات جسدية أو اجتماعية بسبب مظهرهم.

التجارب الشخصية والمعاناة من العنصرية والرسائل التي حملها شيكابالا للمتضررين

قصة ترتيل مع العنصرية لم تنتهِ عندها فقط، بل تأثرت بشدة بما مر به شيكابالا نفسه خلال مسيرته الكروية؛ حيث تلقى معاملة تمييزية بسبب لون بشرته لا علاقة لها بأدائه أو شخصيته، فكان يُرفض اللعب أحيانًا تحت ذريعة أُخرى غير معلنة، ويُتعامل معه بشكل مختلف رغم كونه نجمًا محبوبًا للجماهير. وترى ترتيل أن الاعتراف بالمشكلة وتسميتها بشكل واضح هو السبيل الوحيد للتصدي لها بجدية. كما أضافت أن مشاكل العنصرية ليست حكرًا عليها أو على لاعب واحد، بل تحيط بالكثيرين ممن يشبهونه.

عندما أعلن شيكابالا اعتزاله، سمحت هذه المناسبة لترتيل بالتعبير عن تجربتها الشخصية بكل شفافية، حيث كتبت قصتها لتُشارك الآخرين الذين عاشوا تجارب متشابهة، وتلقى دعمًا مفاجئًا من آلاف الشباب الذين وجدوا في كلماتها صدى لآلامهم. وللمرة الأولى، قامت أسطورة كرة القدم بنشر قصتها، مما زاد من قوتها وأوصل صوتها إلى جمهور أكبر؛ وهو ما أسعدها كثيرًا، وشكل لحظة مهمة في رحلتها.

متابعة وترتيل لمباريات الزمالك وتأثير شيكابالا في دعم الانتماء والكرامة

منذ مشاهدة أول مباراة للزمالك في عام 2010، حيث أحرز شيكابالا هدفين، بدأت ترتيل تشعر بالارتباط العميق بالفريق ونجمها الأول، ورأت في أدائه رمزًا للأمل والفخر. أكثر المباريات التي تظل محفورة في ذاكرتها كانت مباراة السوبر المصري عام 2016 بين الزمالك والأهلي، التي تجسد لحظة مميزة من النجومية والإثارة. ورغم أن اعتزال شيكابالا كان أمرًا مؤلمًا بالنسبة لها، إلا أنها تدرك أن وجوده كان خط دفاع نفسي يمنح شعورًا بالأمان والتشجيع. بالنسبة لترتيل، شيكابالا تجاوز كونه لاعب كرة عادي؛ فهو يمثل روح الزمالك والانتماء الحقيقي، وصوت من لا صوت لهم.

كلمات ترتيل الأخيرة لشيكابالا تعبّر عن مدى تأثيره في دعم الثقة بالنفس والكرامة لدى من يشبهونه، مؤكدًة أنه علم الجميع أن الشخص المختلف، حتى مع كل محاولات الإقصاء، يستطيع البقاء رمزًا خالدًا في القلوب وذاكرة الجماهير.

  • العنصرية في مصر تتخذ صورة تحقير لأصحاب البشرة الداكنة عبر ألقاب مهينة.
  • شيكابالا كان نموذجًا للنجاح رغم التمييز بسبب لون بشرته.
  • الوعي والتحدث عن الظاهرة هما خطوات ضرورية للتغلب على التمييز.
  • نشر قصة ترتيل عبر شيكابالا أثار تجاوبًا واسعًا من المتأثرين بالعنصرية.
  • ارتباط ترتيل بكرة القدم بدأ بمتابعة أداء شيكابالا ومن ثم عشق نادي الزمالك.
  • اللاعب يمثل أكثر من ملعب؛ هو رمز للانتماء والكرامة لكل من يعانون التمييز.