مديحة كامل تترك بصمة لا تُنسى في أدب إحسان عبد القدوس وتألق ثروت أباظة يحيي ذكراها

ولدت مديحة كامل في الثالث من أغسطس عام 1948، وبرزت كواحدة من نجمات الدراما الإنسانية المركبة في السينما المصرية من خلال تجسيدها لشخصيات مقتبسة من روايات أدبية محلية وعالمية، مما جعلها تحمل لقب الممثلة الخالدة عبر روايات إحسان عبد القدوس وثروت أباظة. لم تكن مجرد وجه أجمل، بل تمتلك حضورًا فنيًا قوياً يعكس وعيًا فنيًا واضحًا وقدرة استثنائية على تقديم أدوار معقدة غنية بالتفاصيل النفسية والاجتماعية.

البداية الفنية مع روايات إحسان عبد القدوس وثروت أباظة وتأثيرها في تجربة مديحة كامل

انطلقت مسيرة مديحة كامل الفنية بقراءة واعية للأعمال الأدبية، خاصة تلك التي كتبها نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وثروت أباظة، مما شكل جسورًا قوية بين السينما والأدب. في سبعينيات القرن الماضي، قدمت مديحة أدوارًا مؤثرة مستمدة من روايات أدبية ورموز ثقافية هامة، وظهر ذلك جليًا في تجسيدها دور “سعاد” في فيلم “بعيدًا عن الأرض” المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس في 1976، وشخصية “سوزي” في “أمواج بلا شاطئ” الذي اقتبس من أعمال ثروت أباظة وأدى إلى إبداع جمع بين نجوم كبار كالشادية ومحمود مرسي، معبّرة عن تعقيدات الشخصية الأنثوية الواقعية والمشحونة بالعاطفة.

مديحة كامل والأدب العالمي: أدوار عميقة تنبع من الكلاسيكيات العالمية

لم تقتصر محطات مديحة الكامل على الأدب المحلي، بل امتدت لتشمل بعض أشهر الأعمال العالمية، حيث كانت تستقي شخصياتها من مصادر أدبية عالمية معتبرة، مما أتاح لها تقديم أداءات إنسانية معقدة ذات أبعاد نفسية عميقة. مثل دور “منار” في فيلم “دعاء المظلومين” عام 1977، المستوحى من المسرحية الفرنسية “الولدان الشريدان”، وشخصية “هالة” في فيلم “الرغبة” الذي يعكس أجواء رواية “غاتسبي العظيم”، إلى جانب تمثيلها في “أشياء ضد القانون” المبني على رواية روسية تتناول الضمير والعدالة، فضلاً عن دورها المؤثر في “عيون لا تنام” المستمد من مسرحية أمريكية معقدة عن الصراع النفسي والعاطفي.

مديحة كامل.. تجسيد المرأة المصرية من خلال الدراما والأدب

أتاحت مديحة كامل من خلال تجسيدها لمجموعة من الشخصيات الأدبية النسائية فرصة لمتابعة تطور المرأة في الدراما المصرية، خاصة في ظل التعاون مع كتاب مصريين معاصرين. في فيلم “ولكن شيئًا ما يبقى” (1984)، كتبت مديحة قصة “زينات” العشيقة التي تعكس الصراعات الأخلاقية والإنسانية، وذلك في عمل مقتبس من رواية فتحي أبو الفضل، حيث تتداخل عناصر الغموض والخداع والانهيار القيمي. تعد أدوارها التي اقتبستها من روايات إحسان عبد القدوس وثروت أباظة مثالًا قويًا على تمثيل المرأة التي تجمع بين الرقة والعمق، وهو ما جعلها تحترم عقل الجمهور وتثير إبداعه بتنوع تجاربها الدرامية.

الفيلم السنة العمل الأدبي المقتبس منه الشخصية التي جسدتها مديحة كامل
بعيدًا عن الأرض 1976 رواية إحسان عبد القدوس سعاد
أمواج بلا شاطئ 1976 رواية ثروت أباظة سوزي
ولكن شيئًا ما يبقى 1984 رواية فتحي أبو الفضل زينات

برزت مديحة كامل بمزيج من الحس الفني والوعي الأدبي، ما جعلها واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في الأربعين عامًا الماضية، ورفعت معايير تمثيل المرأة بأدوار لا تكتفي بالسرد السطحي بل تستكشف الجوانب الإنسانية والنفسية بعمق. رحيلها في عام 1997 لم يُفقد جمهورها تلك الذاكرة الفنية التي تجمع بين الواقعية والخيال الأدبي، وتضع علامة فارقة في دراما مقتبسة من روايات إحسان عبد القدوس وثروت أباظة لا تزال حية في وجدان عشاق السينما والكلمة على حد سواء.