تبادل سياحي قوي اليوم بين الإمارات وروسيا يعزز روابط الشراكة الاقتصاديّة والثقافية

تزايد الإقبال على السياحة الروسية في الإمارات يعكس مكانتها كوجهة تجمع بين الحداثة والتقاليد، وتوفر بنية تحتية متطورة ومناخًا دافئًا، مما يجعل الإمارات مقصدًا جذابًا للسياح الروس طوال العام. يتجاوز عدد السياح الروس المتوافدين على مختلف إمارات الدولة مليوني زائر سنويًا، عبر شركات الطيران الإماراتية والروسية، مما يعزز من الروابط السياحية بين البلدين.

نمو السياحة الروسية في الإمارات ودور شركات الطيران في تسهيل الحركة

شهدت دبي نموًا ملحوظًا في أعداد السياح الروس ومن دول رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية، حيث بلغ عددهم 1.523 مليون زائر في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بـ1.37 مليون في نفس الفترة من 2024، مما يعكس ثقة عالية بالإمارة كمقصد سياحي رئيس. يُشكّل هؤلاء الزوار حوالي 15% من إجمالي زوار دبي، ما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه الأسواق في خطط الترويج السياحي الإماراتية. وتُعزى هذه الزيادة إلى التسهيلات المتزايدة في منح التأشيرات وكثرة الرحلات الجوية المباشرة، خاصة عبر شركات الطيران الإماراتية مثل طيران الإمارات وفلاي دبي، التي تربط الدولة بالعديد من المدن الروسية عبر جداول منتظمة ومتنوعّة. تلك الرحلات تضمن مرونة في خيارات السفر وتعزز من تدفق السياح الروس على الإمارات.

الأسباب المتعددة وراء زيادة أعداد السياح الروس إلى الإمارات وتأثير العلاقات الاقتصادية

تأتي زيادة السياح الروس إلى الإمارات نتيجة عوامل متعددة، أبرزها تنوع المنتج السياحي الإماراتي الذي يجمع بين الفخامة والتجارب الثقافية والتسوق والترفيه، إضافة إلى جودة البنية التحتية والخدمات العالمية المتوفرة على مدار العام. العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الطرفين تسهم بدور محوري في تعزيز الحركة السياحية، إلى جانب تبني الإمارات لتسهيلات التأشيرات التي تسهّل على السياح الروس الوصول. حسب بيانات لجنة سياحة مدينة موسكو، ارتفع عدد السياح الإماراتيين المتوجهين إلى موسكو من 18 ألفًا عام 2019 إلى 62,100 عام 2024، مما يظهر ديناميكية متبادلة في حركة السياحة بين البلدين. هذا المشهد السياحي المتنامي ينبئ بآفاق واسعة لتعاون أعمق في مجال الثقافة والسياحة مع مرور الوقت.

برنامج الفعاليات الصيفية في موسكو لتعزيز السياحة القادمة من الإمارات

تستعد موسكو لاستقبال أعداد متزايدة من الزوار الإماراتيين خلال فصل الصيف، حيث يقدم الطقس المعتدل وبرامج الفعاليات الغنية تجربة فريدة من نوعها للسياح القادمين من الشرق الأوسط. تتضمن مهرجانات موسكو الصيفية مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تجذب مختلف الفئات العمرية، ومن بينها:

• مهرجان قصور موسكو الذي يدعو الزوار للانتقال عبر الزمن ببرامجه التفاعلية المنتشرة في أكثر من 40 قصرًا تاريخيًا
• مهرجان «مسارح الشوارع» الذي يمتد 92 يومًا في 14 موقعًا مفتوحًا مع أكثر من 600 عرض فني بمشاركة 3000 فنان محلي وعالمي، إلى جانب ورش العمل والأماكن الترفيهية للعائلات
• مهرجان «الحدائق والزهور» الذي يحول المساحات الحضرية إلى لوحات طبيعية زاهية بألوان الأزهار وأنواع النباتات النادرة
• مشروعا «شارع. رقص» و«شارع. فن» اللذان ينبضان بالحياة عبر عروض موسيقية ورقص وورش عمل مجانية ومعارض فنية على جادة “ستراستنوي”
• الحدائق البارزة في موسكو التي تتحول إلى مسارح للحفلات المتنوعة بين الجاز والروك والموسيقى الإلكترونية، مع مناطق مخصصة للنزهات العائلية والبرامج الترفيهية

توفر فنادق موسكو الراقية، بخدماتها المتميزة وأجنحتها الخاصة، تجربة إقامة فاخرة للزوّار من الخليج، مع جولات مخصصة في المعالم التاريخية مثل الكرملين والساحة الحمراء، بالإضافة إلى وسائل ترفيهية متنوعة مثل المدن المائية والمراكز العلمية وحدائق الحيوان والمساحات الخضراء في حدائق جوركي وVDNH.

يبقى تزايد أعداد السياح الروس في الإمارات ومقابلها ارتفاع الزوار الإماراتيين لموسكو مؤشرًا على تنامي العلاقات السياحية والاقتصادية بين الجانبين، ودليلًا على مدى الجاذبية المتبادلة التي توفرها كل وجهة، سواء بأسواقها المتقدمة أو برامجها الثقافية الغنية.