شمس البارودي تتراجع عن الفن فجأة.. تعرف على أشهر أفلامها التي صنعت تاريخ السينما

تُعد قصة اعتزال شمس البارودي الفن من أبرز التحولات في تاريخ السينما المصرية، إذ تركت بصمة واضحة من خلال أدوارها الجريئة التي ميزت أفلامها في الستينيات والسبعينيات، لكنها اختارت فيما بعد الانسحاب الكامل والتركيز على حياتها الروحية والأسرية.

أشهر أفلام شمس البارودي التي شكلت مسيرتها الفنية

عرفت شمس البارودي بمسيرتها السينمائية الغنية، حيث بدأت خلال أوائل الستينيات بفيلم “زوج بالإيجار” عام 1961، لكن انطلاقتها الحقيقية كانت في أواخر الستينيات وبدايات السبعينيات. تميزت بتقديم أدوار الفتاة الجريئة التي كانت مثيرة للجدل، خصوصًا في أفلام مثل “حمام الملاطيلي” عام 1973 الذي يُعد من أشهر أعمالها وأكثرها إثارة للنقاش. شاركت أيضاً في أفلام مثل “امرأة سيئة السمعة”، “المذنبون”، “شياطين إلى الأبد”، و”الراجل اللي باع الشمس”، مما جعلها واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في تلك الحقبة. تميز رصيدها الفني بأكثر من 50 فيلمًا جسّدت فيها شخصيات متنوعة، رغم ارتباط اسمها بأفلام الإغراء والرومانسية بشكل خاص.

الزواج والدعم الأسري ودوره في قرار الاعتزال

التقت شمس البارودي بالفنان حسن يوسف خلال أعمالهما الفنية وتزوجا في أوائل السبعينيات، حيث كانت علاقة دعم متبادلة بينهما. أنجبا أربعة أبناء، من بينهم عبد الله حسن يوسف الذي سار على درب التمثيل، مما يعكس تواصل الأجيال الفنية داخل العائلة. لعب حسن يوسف دورًا مهمًا في دعم شمس خلال قرارها المفاجئ بالاعتزال، ورافقها في رحلة تحولها الروحي والفكري التي بدأت بعد أداء العمرة. هذا الدعم كان له أثر كبير في استقرارها النفسي وانسحابها التدريجي من الأضواء.

رحلة الاعتزال والاختيار الروحي لشمس البارودي

أعلنت شمس البارودي اعتزالها الفن نهائيًا عام 1982 عقب أداء العمرة، حيث شعرت بتحول عميق وإحساس “بولادة جديدة” دفعها إلى الانسحاب الكامل من عالم الفن. صرحت في عدة لقاءات بأن بعض أدوارها السابقة كانت تمثل عبئًا على ضميرها، وأنها خاضت صراعًا داخليًا طويلًا قبل اتخاذ قرار الاعتزال. فور اعتزالها، تحجبت ابتعادًا عن الأضواء، ورفضت العودة إلى التمثيل رغم العروض المغرية، كما رفضت عرض أفلامها القديمة، مؤكدة على رغبتها في طيّ صفحة الماضي بشكل كامل. وكرست بعدها حياتها للعبادة وتربية أبنائها، محافظة على حضور أخلاقي مميز رغم قلة ظهورها الإعلامي.

وبهذا الشكل، شكلت مسيرة شمس البارودي مثالًا متفردًا في عالم الفن المصري، حيث جمعت بين الجرأة والشهرة في شبابها وحصانة الاختيار الروحي في نضجها. موقفها من الفن بعد الاعتزال لا ينكر دوره في حياة الناس، لكنها تؤكد على ضرورة أن يكون الفن هادفًا ونظيفًا بعيدًا عن الإثارة فقط، مع احترامها الكامل لخيارات وتجارب الآخرين. تبقى تجربتها نموذجًا صادقًا للحياة بين ضوء الشهرة وصمت التأمل الداخلي.