هل تؤثر رفض الحكومة الليبية تسليم بيانات موظفي الدولة المصرفية على الشفافية؟ تعرف على التفاصيل الآن

رفض الحكومة الليبية تسليم البيانات المصرفية لموظفي الدولة يمثل خطوة هامة لحماية الخصوصية المالية والوظيفية، متخذة موقفًا واضحًا في مواجهة أي محاولات لاستغلال هذه البيانات خارج الإطار القانوني. يأتي هذا القرار ضمن سياق أوسع من الإصلاحات الاقتصادية التي تسعى الحكومة لتنفيذها بالتعاون مع المصرف المركزي لتحقيق استقرار النظام الإداري والمالي.

أسباب رفض تسليم البيانات المصرفية لموظفي الدولة وحماية الخصوصية

أكدت الحكومة الليبية في بيانها الرسمي رقم (20) لسنة 2025 أن رفض تسليم البيانات المصرفية والمالية الخاصة بموظفي الدولة يهدف إلى المحافظة على الخصوصية الوظيفية ومنع أي استغلال سياسي أو إداري غير قانوني لتلك المعلومات، مما يعكس حرصها على حماية حقوق الموظفين المالية والإدارية؛ فقد أوضح البيان أن الحفاظ على سرية البيانات ضروري لمنع أي تصرفات قد تمس منظومة الإدارة المالية، وتؤثر سلبًا على استقرار الأجور والمعاملات المالية الخاصة بالموظفين. كما شددت الحكومة على مسؤوليتها المباشرة في تأمين بيانات الموظفين، بحيث لا يتم استخدامها إلا ضمن الأطر القانونية، ما يعزز الثقة بين الجهات الحكومية والعاملين في الدولة ويحد من المخاطر المحتملة المرتبطة بالإفصاح غير المصرح به.

الإصلاحات الاقتصادية ودور تسليم البيانات المصرفية في تعزيز الاستقرار المالي

يأتي رفض تسليم البيانات المصرفية ضمن إجراءات اقتصادية وإدارية متتابعة تشمل سلسلة إصلاحات حيوية نفذتها الحكومة الليبية بالتعاون مع مصرف ليبيا المركزي، والتي تضمنت تفعيل قانون المرتبات رقم (18) لسنة 2023، إعادة تفعيل مجلس التعريفة الجمركية، وتنفيذ إصلاحات ضريبية شاملة؛ إذ ساعدت هذه الإصلاحات على تحسين هيكل الإنفاق والتوزيع المالي داخل الدولة. كما شملت الإجراءات تعديل آلية توزيع المحروقات، وتقليص الإنفاق الخارجي من خلال تنظيم البعثات الدبلوماسية، كل ذلك بهدف ضبط النفقات وتحسين كفاءة الموارد المالية. يؤكد هذا الإطار أن البيانات المصرفية لموظفي الدولة يجب أن تبقى محمية حتى لا تؤدي أي تسريبات إلى تعقيد عملية الإصلاح المالي وتحقيق الأهداف المرجوة.

التفاهمات والاختلافات بين الحكومة الليبية ومصرف ليبيا المركزي حول بيانات موظفي الدولة

على الرغم من الجهود والمباحثات التي جرت في بنغازي بتاريخ 17 أبريل 2025 بين محافظ المصرف المركزي ونائبه ورئيس لجنة التخطيط والمالية بمجلس النواب، لم تحقق تنفيذ التفاهمات المبدئية النتائج المتوقعة، حيث لم يلتزم الطرف الآخر بتنفيذ الاتفاقات المحددة، مما أدى إلى تعثر عملية الإصلاح، لا سيما في منظومة المرتبات التي تسير تحت إدارة المصرف المركزي. يؤكد هذا الوضع أن رفض تسليم البيانات المصرفية لموظفي الدولة يأتي أيضًا كرد فعل على عدم التنسيق التام الذي عطل سير الإصلاحات الضرورية، كما يعكس تحديات فنية وإدارية قائمة في النظام المالي والوظيفي تستوجب حلولًا أكثر توازنًا. في ظل هذه المعطيات، أعلنت الحكومة استمرارها في التنسيق مع مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات السيادية، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على حقوق الموظفين والعمل على إيجاد حلول عملية مستدامة تحقق المصلحة الوطنية العليا.

الإصلاحات الاقتصادية الوصف
تفعيل قانون المرتبات رقم (18) لسنة 2023 تنظيم صرف رواتب الموظفين بما يتوافق مع الموارد المتاحة
إعادة تفعيل مجلس التعريفة الجمركية ضبط الرسوم الجمركية لتحسين الإيرادات الحكومية
إصلاحات ضريبية شاملة تحسين نظام الضرائب ودعم الشفافية المالية
تعديل آلية توزيع المحروقات تحسين عدالة وتوزيع الوقود للمواطنين والمؤسسات
تقليص الإنفاق الخارجي تنظيم البعثات الدبلوماسية للحد من النفقات غير الضرورية