«التفويض الشعبي» للرئيس عيدروس الزبيدي يعيد تشكيل المشهد الانتقالي في الجنوب

في مفترق الطرق التاريخية المصيرية، تبحث الشعوب عن قيادات متميزة لإنقاذها من المحن وتحقيق طموحاتها. وفي 4 مايو 2017، اتجهت أنظار شعب الجنوب نحو الرئيس عيدروس الزبيدي لإعطائه التفويض القيادي عبر إعلان عدن التاريخي، لتشكيل حامل سياسي يعبر عن مطالب الشارع ويقود المسار نحو دولة الجنوب الفيدرالية. هذا التفويض جاء تقديرًا لما يمتلكه من صفات قيادية مميزة وقدرة على إدارة الأزمات وتحقيق التطلعات.

دور المجلس الانتقالي الجنوبي في تعزيز قضية الجنوب

تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي يُعد علامة فارقة في نضال شعب الجنوب، حيث نجح الرئيس عيدروس الزبيدي بتشكيله خلال أسبوع واحد فقط من تفويض الشعب له، رغم صعوبة المشهد السياسي المعقد داخليًا وخارجيًا. تمكن المجلس من تنظيم هياكله الإدارية من خلال تشكيل الأمانة العامة والجمعية الوطنية وهيئات استشارية مساعدة تعكس تنوع الطيف السياسي والاجتماعي في الجنوب. كما فتح هذا الكيان قنوات تواصل فعالة مع دول الجوار والمجتمع الدولي، مما عزز حضور قضية الجنوب على المستويات الإقليمية والدولية.

الكلمة المفتاحية: إنجازات عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي

بفضل قيادة الرئيس الزبيدي، شهد الجنوب العديد من المنجزات البارزة، ومنها تطوير القوات المسلحة الجنوبية التي تضم وحدات متخصصة مثل الأحزمة والنخب والقوات الصاعقة، والتي ساهمت في التصدي للإرهاب وحفظ الأمن. تجاوز العمل السياسي إلى تحقيق شراكات استراتيجية محلية ودولية أبرزها إعداد الميثاق الوطني الذي توافقت عليه مكونات جنوبية عديدة، فُتح من خلاله المجال أمام بناء دولة حضارية تعتمد على سيادة القانون والشراكة في الرئاسة والحكومة، بالإضافة إلى فتح فروع للمجلس الانتقالي بعدة دول، كان آخرها في الولايات المتحدة.

التحديات التي واجهت عيدروس الزبيدي في مشروعه الوطني

واجه الرئيس الزبيدي تحديات كبرى على الصعيدين الداخلي والخارجي، بما في ذلك محاربة القوى المناهضة التي استخدمت أساليب حرب متعددة مثل الإفقار الممنهج، استهداف الهوية الجنوبية، ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي. ومع ذلك، تمكن المجلس الانتقالي بقيادته من التصدي لهذه الحملات بفضل الإرادة الشعبية والدعم الإقليمي من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وعلى الصعيد الأمني، ساهمت القوات الجنوبية في الحد من انتشار الإرهاب وتأمين الاستقرار في المناطق المحررة، مما جعل الجنوب رقماً صعبًا على جميع المستويات المحلية والإقليمية.

ختامًا، يُعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي حلقة هامة في تاريخ النضال الجنوبي الحديث، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي الذي أثبت كفاءته في تخطي العقبات وتحقيق إنجازات تخدم القضية الجنوبية. هذه الإنجازات لم تكن وليدة المصادفة، بل جاءت نتيجة لتفويض شعبي غير مسبوق، وترسيخ رؤية وطنية طموحة لبناء مستقبل مستدام لشعب الجنوب.