هبوط كبير في أسعار النفط اليوم 06-08-2025.. كيف تؤثر النزاعات العالمية على أسعار الخام؟

تراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، نتيجة تراجع المكاسب المبكرة وسط حالة ترقب لإعلان أمريكي محتمل بفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استمرار النزاع في أوكرانيا، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الإعلان سيتم في وقت لاحق من اليوم ذاته.

تأثير القرارات الأمريكية على أسعار النفط في ظل الحرب الروسية الأوكرانية

تعتبر القرارات الأمريكية بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا محورًا رئيسيًا في تحركات أسعار النفط، إذ ينتظر السوق بقلق الإعلان الرسمي لهذه العقوبات، التي قد تؤثر بشكل مباشر على التوريدات العالمية. وأوضح روبيو أن مزيدًا من التفاصيل ستتوفر قريبًا، مشيرًا لأهمية الخطوة القادمة في ضبط السوق النفطية ضمن الظروف الراهنة. تأتي هذه التطورات بينما أكدت روسيا أن مبعوث واشنطن، ستيف ويتكوف، أجرى محادثات «مفيدة وبناءة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك قبيل انتهاء المهلة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تضمنت الموافقة على اتفاق سلام مع أوكرانيا أو مواجهة عقوبات مشددة.

العوامل المؤثرة في تقلبات أسعار النفط وسط التوترات الدولية والتجارية

شهدت أسعار النفط في بداية تداولاتها ارتفاعًا نتيجة المخاوف من اضطرابات محتملة في العرض والطلب، خاصة مع إعلان ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات من الهند، بحجة استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، علماً بأن الهند والصين تُعدان من أبرز مستوردي النفط الروسي. كما دعم هذه القفزة في الأسعار تقارير عن سحب كميات أكبر من المتوقع من مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف بشأن انخفاض الإمدادات المستمرة. وبالرغم من ذلك، شهدت الأسعار تراجعًا لاحقًا، حيث هبط خام برنت إلى 67.29 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 64.75 دولارًا، مسجلين خسائر خلال خمسة أيام متتالية، مع اقتراب أسعار كلا الخامين من أدنى مستوياتها منذ يونيو ويوليو.

توقعات إنتاج أوبك+ وتأثيرها على استقرار أسعار النفط العالمية

أكد المحلل جانيف شاه من «ريستاد إنرجي» أن ارتفاع الأسعار في فترة التداول المبكر جاء بفعل تقارير فرض الرسوم الجمركية على الهند، لكنه شدد على استمرار ترقب السوق للخطوات التنفيذية الحقيقية والعوامل الأخرى المؤثرة في سوق الطاقة. وأشار إلى أن الزيادة المخططة في إنتاج مجموعة «أوبك+» والتي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها، بما في ذلك روسيا، قد تعوض الانخفاض المحتمل في الإمدادات الروسية، مما يساهم في كبح ارتفاع الأسعار بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ساهم تراجع المخزونات الأمريكية في بعض الدعم للسوق، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن سحب 3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، متجاوزة توقعات السوق التي كانت تشير إلى سحب 0.6 مليون برميل فقط؛ إلا أن هذا الرقم لا يزال أقل من تقديرات معهد البترول الأمريكي التي بلغت 4.2 مليون برميل.