عاصفة جاذبية هائلة: ثقب أسود يفوق كتلة الشمس بـ36 مليار مرة، فما تأثيره الكوني؟

الضخامة الهائلة للثقب الأسود الذي تبلغ كتلته 36 مليار مرة كتلة الشمس أثارت اهتمام العلماء، خاصةً أنه يقع على بُعد خمسة مليارات سنة ضوئية في مركز مجرة تُعرف باسم «حدوة الحصان الكونية»، ويتميز هذا الثقب الأسود الخامل بعدم ابتلاعه المادة أو إصدار أي إشعاع، مما جعله غير مرئي عبر الطرق التقليدية في رصد الثقوب السوداء.

كيفية رصد الثقوب السوداء الهائلة باستخدام تقنيات العدسات الجاذبية وحركة النجوم

تمكن العلماء من رصد هذا الثقب الأسود العملاق من خلال دمج تقنيات مختلفة تعتمد على العدسات الجاذبية وتحليل تسارع حركة النجوم القريبة من مركز المجرة، حيث لوحظ أن سرعة هذه النجوم تصل إلى 400 كيلومتر في الثانية، ما يشير إلى وجود جاذبية هائلة تتحكم في حركتها، وهذا الأسلوب يُعد من أبرز الطرق لرصد الثقوب السوداء الهائلة التي لا تصدر إشعاعات. فالعدسات الجاذبية تسمح بمراقبة تشوهات الضوء الناتجة عن ثقل الجاذبية، في حين توفر دراسة حركة النجوم أدلة مباشرة على كتلة الجسم غير المرئي.

الأصل المحتمل للثقوب السوداء الهائلة الناتجة عن اندماج العديد من الثقوب السوداء

يعتقد العلماء أن الثقوب السوداء الهائلة التي تفوق كتلها بمليارات المرات كتلة الشمس، مثل هذا الثقب الأسود، تنشأ نتيجة اندماج عدة ثقوب سوداء أصغر خلال تصادم مجرات متعددة، حيث تتلاقى هذه المجرات في مراحل تطورها لتُنتج تجمعات حرجة من المادة والجاذبية، فتزداد الكتلة تدريجيًا إلى أن تتحول إلى ثقب أسود هائل. ويُعد هذا السيناريو من أكثر النظريات قبولاً لتفسير وجود هذه الثقوب السوداء الخاملة العملاقة في الفضاء البعيد.

دور مجموعات المجرات الأحفورية في تطور الثقوب السوداء الهائلة في المجرات

تنتمي المجرة التي تستضيف هذا الثقب الأسود إلى مجموعة تُسمى «الأحفورية»، وهي تمثل المرحلة الأخيرة في تطور المجرات، حيث تتباطأ عمليات تكوين النجوم وتندمج المجرات الفرعية معاً، ما يؤدي إلى نمو الثقوب السوداء العملاقة بشكل تدريجي، بالإضافة إلى أن البيئة المحيطة بهذه المجموعات تكون أقل نشاطًا، مما يفسر الحالة الخاملة للثقب الأسود، الذي لا يمتص المادة ولا يصدر إشعاعًا ملحوظًا. هذا يوضح العلاقة الوثيقة بين مراحل تطور المجرات وخصائص الثقوب السوداء الهائلة التي تحتويها.

ميزة الوصف
الكتلة 36 مليار مرة كتلة الشمس
الموقع مركز مجرة حدوة الحصان الكونية، على بُعد 5 مليارات سنة ضوئية
الحالة خامل، لا يبتلع المادة ولا يصدر إشعاعًا
سرعة النجوم حوله تصل إلى 400 كم/ثانية
أصل محتمل اندماج عدة ثقوب سوداء نتيجة تصادم المجرات
المجموعة المضيفة مجرة ضمن مجموعة أحفورية، تعبر المرحلة الأخيرة في تطور المجرات

يُبرز هذا الاكتشاف أهمية متابعة الدراسات المرتبطة برصد الثقوب السوداء الهائلة، لا سيما تلك الخاملة التي لا تتفاعل مع محيطها بشكل مباشر، لأن فهم مصدرها وأسلوب نشأتها يوفر رؤية أعمق في تاريخ الكون وتطور المجرات. كما أن تقنيات العدسات الجاذبية وتحليل حركة النجوم تبقى أدوات رئيسية لا غنى عنها في هذا المجال، لما توفره من قدرة على كشف الأجسام غير المرئية التي تؤثر بشكل جذري على بيئاتها الكونية.