هبوط كبير في صادرات مواد البناء المصرية إلى ليبيا.. ما تأثيره على السوق؟

شهدت صادرات مواد البناء المصرية إلى ليبيا تراجعًا ملحوظًا خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث انخفضت الواردات الليبية من هذه المواد بما يقارب 24% لتصل إلى 203 ملايين دولار، حسب بيانات رسمية من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر، ما يعكس تغيرات مهمة في التجارة بين البلدين. ورغم هذا الانخفاض، لا تزال ليبيا ضمن أكبر عشرة أسواق تستورد مواد البناء المصرية، خصوصًا الأسمنت الذي يحتل المرتبة الأولى بين صادرات القاهرة إلى ليبيا في تلك الفترة.

تراجع صادرات مواد البناء المصرية إلى ليبيا وتأثير قيود التصدير

يرى مسؤول في المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية أن سبب التراجع في صادرات مواد البناء المصرية إلى ليبيا يعود إلى السياسة التي اتبعتها الحكومة المصرية في تقليص صادرات الأسمنت عالميًا، بهدف زيادة المعروض داخل السوق المحلي بعد موجة ارتفاع الأسعار التي شهدتها الشهور الماضية، مما أدى إلى انخفاض في الصادرات بنسبة 24% خلال شهري مايو ويونيو لتصل إلى 142 مليون دولار. ليبيا تعد من الأسواق الأولى التي تأثرت بهذا التوجه نظرًا لاعتمادها الكبير على المواد المصرية لتلبية احتياجاتها في قطاع البناء، رغم ارتفاع قيمة وارداتها من الأسمنت إلى 65 مليون دولار خلال نصف العام، مسجلة زيادة 30% مقارنة بالعام السابق، إلا أن معدل النمو بدأ يتباطأ بشكل ملحوظ من 70% في الربع الأول إلى 30% بنهاية يونيو.

انعكاسات الانخفاض في صادرات مواد البناء المصرية على الأسواق الأخرى

لم تقتصر تداعيات الانخفاض في صادرات مواد البناء المصرية على ليبيا فقط، بل شملت أسواقًا رئيسية أخرى مثل لبنان، والولايات المتحدة، وغانا، وساحل العاج، حيث انخفضت صادرات الأسمنت منها نتيجة القيود المفروضة. وفي النصف الأول من العام، صدرت مصر نحو 9.7 مليون طن أسمنت بقيمة 423 مليون دولار، مقارنة بـ8.7 مليون طن بقيمة 429 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما يشير إلى زيادة في الكميات مع تراجع بسيط في القيمة. وفي هذا السياق، أوضح أحمد الزيني، رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الغرف التجارية، أن هذا التراجع في الصادرات خلق توازنًا في السوق المحلي، حيث انخفضت أسعار الأسمنت بين 20% و25%، ويتوقع استعادة مستويات التصدير الطبيعية مع نهاية الربع الثالث بفضل إعادة تشغيل 9 خطوط إنتاج كانت متوقفة.

اتجاهات متباينة في صادرات الصناعات المعدنية المصرية إلى ليبيا وفرص الاستثمار المستقبلية

في قطاع الصناعات المعدنية، لم يشمل التراجع كل المنتجات، إذ شهدت واردات ليبيا من الألومنيوم، والرخام، والجرانيت، والسيراميك، والصهاريج، والجسور، والمواسير، والمواد العازلة انخفاضًا، بينما ارتفعت واردات الحديد والصلب والنحاس والزجاج بشكل ملحوظ، حيث بلغت قيمة واردات حديد وصلب ليبيا 33 مليون دولار مقابل 19 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، محققة نموًا بنسبة 74%. من جهة أخرى، كشف محمد البهي، رئيس لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، عن خطط لإقامة مشروعات مشتركة بين شركات مصرية وليبية داخل ليبيا، تهدف إلى تصدير المنتجات إلى أسواق غرب أفريقيا. وأكد أن خطوات التوسع الاستثماري ستكون محسوبة وفقًا لوضع الأوضاع السياسية والأمنية، مع التركيز على فرص إعادة الإعمار التي تمثل دافعًا قويًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

المنتج القيمة 2023 (مليون دولار) القيمة 2022 (مليون دولار) النسبة المئوية للنمو
الأسمنت 65 50 30%
حديد وصلب 33 19 74%
الألومنيوم والرخام والجرانيت انخفاض مرتفع غير محدد