ارتدادات رسوم أميركا المفاجئة تهز سوق الذهب العالمي اليوم… كم بلغ التأثير؟

تسببت الرسوم الجمركية المفاجئة المفروضة على سبائك الذهب الأمريكية في اضطراب كبير داخل سوق الذهب العالمية، مما أدى إلى تقلبات حادة في أسعار هذا المعدن النفيس. ففي 31 يوليو، أصدرت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قرارًا سريًا بحق الذهب، أثار ارتباكًا كبيرًا في مراكز التداول الكبرى مثل نيويورك ولندن، مع ارتفاع مفاجئ في أسعار الذهب تلاه تراجع سريع بعد توضيحات الإدارة الأمريكية حول عدم تطبيق تلك الرسوم في النهاية.

تقلبات السوق وتأثير الرسوم الجمركية على سوق سبائك الذهب

تُعد الرسوم الجمركية على سبائك الذهب خطوة استثنائية في عالم يتسم بحساسية عالية تجاه التغيرات، خاصة في ظل حرب الرئيس ترمب التجارية التي أثّرت على الأسهم والسلع بشكل متكرر؛ فالذهب لا يُنظر إليه فقط كمادة خام، بل كأداة مالية رئيسية تتطلب معاملة خاصة. وأثار خبر فرض رسوم على سبائك الذهب استغراب كثيرين، إذ يعتبر روبرت غوتليب، المتداول السابق في المعادن الثمينة، أن هذا القرار تجاهل حقيقة أن الذهب بأسراره المالية ليس مجرد منتج مادي. ويُشكل تداول الذهب العالمي شبكة معقدة تعتمد على نقل السبائك بين مراكز كبرى مثل نيويورك، لندن، شنغهاي، بالإضافة إلى أسواق استهلاك كبيرة في مومباي ودبي وهونغ كونغ، مع تخزين أكثر من 1.1 تريليون دولار من السبائك دعمًا لهذه التجارة. هذا النظام الهشّ تأثر بشدة بقرار فرض رسوم على سبائك الذهب.

دور مصافي التكرير وآثاره على تدفق سبائك الذهب عبر المراكز العالمية

تلعب مصافي التكرير في سويسرا دورًا أساسيًا في تحريك سبائك الذهب بين الأسواق الخارجية والأسواق الأميركية، حيث يتوقف تدفق الذهب على التعاملات اللوجستية لهذه المصافي. وقد أدت الرسوم الجمركية إلى إيقاف بعض مصافي التكرير الآسيوية مبيعاتها إلى الولايات المتحدة مؤقتًا، متسببة في تعطيل تدفق الذهب. حذر المحللون من أن فرض الرسوم يشكل تهديدًا كبيرًا لسوق العقود الآجلة في نيويورك، إذ تسبب القرار في تباين غير مسبوق بين سعر الذهب في بورصة كومكس في نيويورك والسعر المرجعي في لندن، حيث ارتفع السعر في نيويورك حاجز 3,530 دولارًا للأونصة، بينما انخفض في لندن بفارق تجاوز 100 دولار؛ ما يمثّل فجوة قياسية يصعب تفسيرها إلا بآثار الرسوم الجمركية المفروضة على سبائك الذهب.

رسوم ترامب وتأثيرها على تجارة سبائك الذهب العالمية ومستقبل الأسواق

تزال الفجوة السعرية الكبيرة بين الأسواق لا تغطي تكلفة الرسوم الجمركية التي تصل إلى 39% بين بعض الدول، مما يجعل استيراد سبائك الذهب مكلفًا وغير مجدٍ. الوضع يتطلب ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار يصل إلى 4,700 دولار للأونصة على وجه التقريب لتغطية التكاليف وتسهيل تدفق السبائك عبر الأسواق، مع تعقيدات إضافية من تهديدات ترامب بفرض رسوم على الموردين البديلين مثل كندا والمكسيك. وتُظهر الخسائر المحتملة حجم المأزق الذي تواجهه التجارة العالمية للسبائك، خصوصًا في ظل اعتماد مصافي التكرير على هوامش ربح منخفضة. وحذرت مجموعة تجارية سويسرية من أن المعاملة الجمركية الجديدة ستؤثر بشدة على سع معقدة ومترابطة لسوق الذهب العالمية، مما قد يقوض التدفقات والتداولات في الأسواق الكبرى. وسط هذه الأجواء المتوترة، أعلنت الإدارة الأمريكية عن رغبتها في إصدار توضيحات لتصحيح المعلومات المغلوطة، وقد تطرأ تغييرات إضافية خلال الأيام القادمة، مما يترك مستقبل رسوم سبائك الذهب في حالة ترقب من المستثمرين والمتداولين على حد سواء.