قفزة سعر البن 5.2% عالميًا بسبب رسوم الاستيراد الأمريكية.. كيف ستتفاعل الأسواق المصرية؟

شهدت أسعار البن عالميًا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 5.2% نتيجة فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوماً جمركية على واردات القهوة من البرازيل، مما أثر بشكل مباشر على أسعار البن في مصر وأسواق أخرى. هذا الارتفاع ليس مجرد زيادة سعرية عابرة، بل يعكس تغيرات استراتيجية في سلاسل التوريد العالمية وتداعيات اقتصادية قد تمتد لعدة أشهر.

العوامل المؤدية لارتفاع أسعار البن عالميًا وتأثيرها

تسبب قرار واشنطن بفرض تعريفة جمركية 50% على واردات البن البرازيلي، أكبر مورد للبن في العالم، في زيادة حادة في الأسعار العالمية، حيث وصلت عقود البن الأمريكية إلى 309 دولارات مقابل 293.7 دولارًا قبل أيام قليلة فقط. ويرجع هذا الارتفاع إلى المخاوف من تعطل سلاسل التوريد، لا سيما أن الولايات المتحدة تعتمد سنويًا على نحو 8 ملايين كيس بن برازيلي. ارتفاع تكلفة الاستيراد يضغط على السوق العالمي، ما يؤدي إلى موجة تضخم تمر عبر المستهلكين ومستوردي البن على حد سواء.

تداعيات ارتفاع أسعار البن على السوق المصري الحالي

فيما يتعلق بالتأثيرات المحلية، قال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية، إن الأسواق المصرية لم تتأثر حتى الآن بارتفاع أسعار البن عالميًا، حيث تتراوح أسعار البن “السادة” بين 500 و520 جنيهًا للكيلو وأغلب المحال تلتزم بهذه الأسعار. يعود ذلك إلى أن دورة الاستيراد تستغرق ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار العالمي سينعكس على السوق المصري بعد فترة زمنية. ويراعي ذلك حافظ مصر على استقراره النسبي حاليًا رغم التغيرات الدولية.

العوامل التي تتحكم في أسعار البن في مصر وتأثيرها على السوق

وفقًا لتصريحات فوزي، فإن سعر البن في مصر يتأثر بشكل أساسي بعاملين هما: حركة أسعار البورصة العالمية للبن، وسعر الدولار بسبب اعتماد مصر الكامل على الاستيراد. أي تغير في هذه المتغيرات ينعكس فورًا على الأسعار المحلية. إضافة لذلك، أدى تناقص المساحات المزروعة بالقهوة عالميًا إلى تقليص المعروض ورفع الأسعار، وذلك نتيجة تحول عدد من المزارعين إلى زراعة محاصيل أخرى أكثر ربحية. هذه العوامل مجتمعة تستبعد إمكانية بقاء السوق المصري بمنأى عن تذبذبات الأسعار العالمية لفترات طويلة.

  • الاعتماد السنوي الكبير للولايات المتحدة على البن البرازيلي يستدعي دراسة جدوى عن تنويع المصادر.
  • تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية يزيد من تكلفة الاستيراد وإجمالي سعر القهوة في كل الأسواق.
  • تأخر انعكاس الأسعار على السوق المصري نتيجة دورة الاستيراد التي تمتد لعدة أشهر.

ارتفاع أسعار البن عالميًا بنسبة 5.2% بعد فرض الرسوم الأمريكية على واردات البرازيل يعكس هشاشة سلاسل التوريد العالمية، التي تعتمد على مصادر محدودة، ويدق ناقوس خطر لتنوع مصادر الاستيراد المحلية لضمان استقرار الأسواق ومنع ارتفاعات مفاجئة قد تؤثر على المستهلك النهائي. استمرار هذا الاتجاه يرتبط بتطورات سياسية وتجارية يمكن أن تزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي، وعليه يبقى مراقبة أسعار البن في مصر تمثل أداة مهمة للتخطيط الاقتصادي والتجاري.