«تعليمات مهمة» وزير الشؤون الإسلامية يوجه خطباء الجمعة بشأن خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة تركز على حق الوالدين ووجوب برهما والإحسان إليهما، إذ يشدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على أهمية هذا الحق العظيم في التوعية المجتمعية، خاصة في ظل ما تحمله خطبة الجمعة من تأثير واسع في نشر القيم الدينية والاجتماعية.

أهمية حق الوالدين في الإسلام وأثره في حياة المسلم

تُعد قيمة حق الوالدين من الركائز الأساسية في الدين الإسلامي، فقد أمر الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما، مؤكداً على عظم منزلتهما في قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وهذا الربط يدل على عظمة حق الوالدين في الإسلام، كما نص القرآن على تجنب العقوق بحزم، حيث قال تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، والذي يحث على التعامل بخلق طيب مع الوالدين حتى في لحظات الغضب أو التعب، كما أمر الله بخفض الجناح ذلاً لهما بدافع الرحمة والدعاء المستمر لهما، كما في قوله: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).

دور بر الوالدين في رضا الله والتحذير من العقوق

يبرز بر الوالدين كسبب رئيسي في نيل رضا الله عز وجل، فقد قال النبي ﷺ: (رِضا الرَّبِّ في رِضا الوالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوالِدِ)، مما يدل على أن طاعة الوالدين ورعايتهم تعد بمثابة طريق لرضا الخالق جل شأنه، وفي المقابل يُحذر الإسلام من عقوق الوالدين الذي صنفه النبي ﷺ ضمن أكبر الكبائر بجانب الشرك بالله، كما ورد في الحديث الشريف: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ).

مظاهر الإحسان والبر بالوالدين وسبل تعزيزها داخل الأسرة

وجه معالي الوزير اهتماماً خاصاً بكيفية تجسيد البر بالوالدين في الحياة اليومية من خلال متابعتهم عن كثب، والعناية بصحتهم، والحرص على تفقد حاجاتهم ورغباتهم، خاصة في مرحلة الكبر والضعف، بالإضافة إلى مرافقتهم خلال زيارة الطبيب والاهتمام بمواعيد تناول الأدوية، فضلاً عن إدخال السرور إلى قلوبهم عبر تقديم الدعم المعنوي والمادي، وتشجيع أبناء وبنات المجتمع على التنافس في خدمة آبائهم وأمهاتهم، فذلك يعزز الروابط الأسرية القوية ويكرّس قيم الإحسان في النفوس، ما يسهم في بناء مجتمع متماسك تحكمه أواصر المحبة والاحترام.

  • متابعة صحة الوالدين بانتظام والاهتمام بزيارات الطبيب
  • تفقد حاجاتهم اليومية والسعي لتلبية رغباتهم المؤقتة والدائمة
  • مرافقتهم في المواقف الصعبة وتقديم الدعم النفسي لهم
  • الإحسان إليهم بالقول والعمل مع اجتناب العقوق بكل أشكاله
  • تشجيع الأبناء على التنافس في بر الوالدين ورعايتهم بصدق

تأتي هذه التوجيهات ضمن جهود وزارة الشؤون الإسلامية لتعزيز القيم الإسلامية الأصيلة، وتنمية مجتمع يسوده الاحترام للوالدين ويدعم الروابط الأسرية، فبر الوالدين يعد حجر الزاوية في تماسك الأسرة وترابط أفرادها، وهو عمل مستمر يشغل مكانة كبيرة في حياة كل مسلم يسعى إلى رضا ربه.