«هبوط مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع وسط موجة تفاؤل بالأسواق التجارية

هبوط أسعار الذهب المفاجئ أحدث حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث انخفض سعر المعدن النفيس بأكثر من 1% ليصل إلى حوالي 3260 دولارًا للأونصة، وذلك بالتزامن مع تفاؤل تجاري متزايد بين واشنطن وبكين حول احتمالية انفراج قريب في الأزمة التجارية المستمرة بينهما، الأمر الذي أضعف الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب، وزاد من التوجه نحو الأصول ذات المخاطر العالية.

تفاؤل تجاري بين الولايات المتحدة والصين يضعف أسعار الذهب

تشير المحادثات الأخيرة التي جرت بين واشنطن وبكين إلى تقدم ملحوظ في المفاوضات التجارية بعد أشهر من التوتر، حيث أظهرت الصين استعدادها للالتزام بمفاوضات رسمية، في حين أشار وزير الخزانة الأمريكي إلى وجود جوانب إيجابية سيتم الإعلان عنها قريبًا. هذا المناخ المتفائل دفع المستثمرين للتخلي عن الذهب كملاذ آمن والتوجه نحو أصول أكثر ربحية، مما ساهم في انخفاض قيمة الذهب بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.

الاستقرار الجيوسياسي وتأثيره على السوق

رغم استمرار بعض التوترات الجيوسياسية، مثل الوضع في شبه القارة الهندية، فإن استقرار الاتفاق الأخير بين الهند وباكستان ساهم في تقليل الضغط على الأسواق العالمية. ومع الحد من الصدامات الكبرى، أصبح الوضع السياسي أكثر هدوءًا مؤقتًا، مما خفض من الحاجة إلى التحوط بالأصول الثابتة مثل الذهب، وأدى إلى تعزيز انخفاض أسعاره مقارنة بالأيام السابقة.

تصريحات الاحتياطي الفيدرالي تزيد الضغط على الذهب

تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أكدت أن البنك المركزي لا يعتزم تخفيض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، ما أضعف التوقعات بشأن دعم الذهب كتحوط ضد التضخم. كما أن الثبات النسبي للسياسة النقدية وتنويه الاحتياطي الفيدرالي إلى استقرار الاقتصاد الأمريكي رفع من قيمة الدولار، وبالتالي قل جاذبية الذهب الذي يُعتبر منافسًا للدولار في أوقات الأزمات الاقتصادية.

في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من التغير المستمر، فإن أسعار الذهب تبدو غير مستقرة بسبب تأثير المتغيرات السياسية والتجارية، إلى جانب قرارات السياسة النقدية. وبينما تمثل هذه التقلبات فرصة للاستثمار في أصول أخرى، قد يتأرجح الذهب بين الارتفاع والانخفاض مع أي تطور جديد على الساحة العالمية، مما يجعل مستقبله مرهونًا بالتغييرات المفاجئة.