«عمر طويل» أجهزة الألعاب المنزلية القادمة كم ستدوم فعلاً في السوق؟

في ظل التطور المستمر في صناعة الألعاب الإلكترونية، أصبحت دورة حياة أجهزة الألعاب أطول بشكل ملحوظ مقارنة بالعقود الماضية، حيث يمتد عمر الجيل الواحد لأكثر من ثماني سنوات، مع توقعات بأن يستمر الجيل القادم لأكثر من عقد كامل؛ فما هي الأسباب وراء هذا التغير الكبير، وكيف سيؤثر على مستقبل أجهزة الألعاب مثل PS6 وXbox الجديد؟

لماذا دورة حياة أجهزة الألعاب أصبحت أطول وأهم العوامل المؤثرة

تغيرت البيئة التقنية والاقتصادية لصناعة الألعاب بشكل جذري، مما أدى إلى إطالة عمر أجهزة الألعاب الحديثة، أبرزها:

• تراجع العوائد التقنية الكبيرة في مجال الرسوميات؛ حيث لم تعد هناك قفزات ثورية، بل تحسينات متلاحقة وصغيرة تُبقي الألعاب ضمن حدود الإمكانيات التقنية القديمة
• ارتفاع تكاليف تطوير الألعاب الحديثة، ما يفرض ضغوطًا مالية كبيرة على الشركات، فتضطر إلى إطالة عمر الأجهزة للتقليل من المخاطر الاقتصادية
• تغير نمط سلوك اللاعبين الذي بات أقل استعدادًا لشراء أجهزة باهظة الثمن، خاصة مع توافر بدائل أكثر مرونة مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة Steam Deck
• انفتاح منصات الألعاب على التعددية؛ فشركة Xbox كسرت حاجز الحصرية، وأصبحت الألعاب متاحة عبر أجهزة متعددة، بينما نينتندو تبقى حارسة لعوالمها الخاصة مثل ماريو وزيلدا

ومع ازدياد انتشار خدمات البث السحابي للألعاب مثل Xbox Cloud وGeForce Now، يبدو أن امتلاك جهاز ألعاب تقليدي قد يصبح أقل أهمية مستقبلاً، إذ يتجه السوق نحو تقديم الألعاب كخدمة دون الحاجة لأجهزة قوية.

2028 والتوقعات حول وصول الجيل العاشر لأجهزة الألعاب

تؤكد تصريحات مسؤولي شركات Sony وXbox على احتمالية ظهور الجيل العاشر من أجهزة الألعاب حول عام 2028، مع توقع فترة انتقالية طويلة بين الجيلين، حيث ستظل الألعاب تصدر على كل من الأجهزة القديمة والجديدة لفترة ممتدة. هذا الأمر ناجم عن ارتفاع ميزانيات التطوير وأمل الشركات في تعظيم العائد عبر إطالة عمر الأجهزة القديمة، إلى جانب تراجع شهية الجمهور لدفع مبالغ ضخمة مقابل أجهزة جديدة.

يُتوقع ألا تكون هناك قفزة تقنية ضخمة عند صدور الجيل العاشر، بل تحسينات تدريجية فقط، إذ استنزفت القفزات المرئية الكبرى مقدرات التقنية في أجيال سابقة. وربما يمتد هذا الجيل لأكثر من عشر سنوات، وإذا استمر توجه بث الألعاب عبر الإنترنت بلا توقف، فقد تتغير قواعد اللعبة جذريًا.

نينتندو والاستثناء في طول حياة الأجهزة

رغم النجاح الكبير لجهاز Nintendo Switch، فإن الجهاز الذي سيليه لن يستمر بنفس العمر، خاصة مع الفجوة التقنية المتنامية بين قدراته وقدرات أجهزة مثل PS6 التي ستُعد بمثابة وحوش تقنية.

هذا يعني أن مدة حياة Switch 2 قد لا تتجاوز سبع سنوات، لأن الألعاب الحديثة ستتطلب موارد تفوق إمكانياته، مما يفرض على نينتندو التغيير بشكل أسرع من أقرانها. وتظل نينتندو استثناء بسبب تمسكها بالتصاميم الفريدة والمواضيع الحصرية التي تجذب جمهورها، حتى مع قصر عمر أجهزتها مقارنة بالسوق العام.

تأثير التحولات الاقتصادية على سوق أجهزة الألعاب

ارتفعت تكلفة اقتناء أجهزة الألعاب الجديدة، ولا سيما مع زيادة الرسوم الجمركية وغلاء الأسعار، مما يجعل القرار أشبه بالمقارنة بين دفع مبالغ ضخمة الآن أو توقع وصول نسخة اللعبة إلى الحواسيب بعد سنوات بأسعار أقل.

هذا التغير يدفع اللاعبين للتوجه نحو خيارات أكثر اقتصادية مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة Steam Deck، الذين يقدمون تجربة لعب ممتازة بتكلفة أقل ومرونة أعلى، وهو ما يدفع الشركات الكبرى مثل Sony وXbox لتبني استراتيجيات جديدة تركز على التكيف مع هذه المتغيرات للحفاظ على حصتها في السوق.

كيف سيؤثر تحول الألعاب إلى خدمات بث مباشر على دورة حياة الأجهزة؟

مع انتشار شبكة الإنترنت عالية السرعة وتطور منصات البث السحابي، ستصبح ألعاب الفيديو أكثر مرونة في الوصول، وقد لا يحتاج المستخدمون إلى امتلاك أجهزة متخصصة كما في الماضي، بل يمكنهم اللعب عبر خدمات البث على أي جهاز متصل بالإنترنت.

هذا التوجه يعني بأن جيل الأجهزة القادم قد يكون الأطول والأكثر ثباتًا في تاريخ الصناعة؛ لأن التركيز لن يكون على قوة الأجهزة بحد ذاتها، بل على جودة البث، والبرمجيات التي تقدم تجربة سلسة ومتجددة.

بهذا الشكل، يصبح من الواضح أن دورة حياة الأجهزة الحديثة التي بدأنا نعيشها ستختلف تمامًا عن السابق، وأن استمرار هذا الاتجاه يتوقف على كيفية تأقلُم الشركات مع المتغيرات التقنية والاقتصادية، وتحولات سلوك المستخدمين في السوق العالمية للألعاب الإلكترونية.