«تراث كوميدي» ذكرى ميلاد شرفنطح رائد الكوميديا ومكتشف سيد درويش اليوم

ولدعمه لمسيرة الفكاهة في مصر، تُعد ذكرى ميلاد محمد كمال المصري الشهير بـ”شرفنطح” مناسبة تذكرنا بأحد أعمدة الكوميديا الشعبية التي أبهرت الجمهور وكسرت حواجز الفن التقليدي في أوائل القرن العشرين، كما أن شرفنطح يُعتبر المكتشف الأول لموهبة الموسيقار الكبير سيد درويش، مما يجعل ذكرى ميلاد “شرفنطح” محطة هامة لفهم تاريخ المسرح والكوميديا في مصر.

شرفنطح والنشأة في حي محمد علي: بداية طريق الكوميديا الشعبية

نشأ “شرفنطح” في حي محمد علي بالقاهرة عام 1886، في عائلة محافظة كان والده أستاذًا في الأزهر، مما كان له أثر في تكوين شخصيته المتزنة؛ إلا أن موهبته الكوميدية بدأت تبرز خلال دراسته في مدرسة الحلمية، حيث انضم إلى فرقة التمثيل المدرسية التي كانت منبرا له لإظهار مهاراته الفنية، خاصة في الكوميديا الشعبية. استطاع “شرفنطح” أن يجسد شخصية الرجل العجوز النحيل والمتذمر بأسلوب ذكي وساخر، ما جعله محبوبا لدى الجمهور على الرغم من عدم كونه نجم الأفلام الأول.

شراكة “شرفنطح” مع كبار نجوم الكوميديا المصرية والذكاء الشعبي في أدواره

امتد تأثير ذكرى ميلاد “شرفنطح” بدوره في الفن من خلال تعاوناته مع كبار فناني الكوميديا مثل نجيب الريحاني وعلي الكسار، حيث برع في أداء أدوار ثانوية لكنها مؤثرة في أفلام بارزة مثل “سي عمر” و”سلامة في خير”، مما جعله يترك بصمة لا تُنسى بين عشاق المسرح. تميّز “شرفنطح” بقدرته على تحويل أبسط التفاصيل اليومية إلى مواقف كوميدية تمسّ حياة الجمهور، وهو ما أكسبه شعبية واسعة وكانت علامته المميزة في عالم الكوميديا الشعبية.

ذكرى ميلاد “شرفنطح” ومكانته بعد رحيله في 1964 كرمز للكوميديا الشعبية المصرية

تُخلد ذكرى ميلاد “شرفنطح” أيضًا لما تركه من إرث فني بعد رحيله في 25 أكتوبر 1964، حيث لا تزال ذكراه حية بين محبي الفن الشعبي المصري، فهو لم يكن مجرد فنان كوميدي بل رمز للبساطة والذكاء الفني الذي يسعد الجمهور ويجعلهم يتذكرونه بكل تقدير. كما أن دوره في اكتشاف موهبة سيد درويش الموسيقية يعزز مكانته كوجه فني متكامل جمع بين الكوميديا والموسيقى عبر دعمه لفنانين كبار، مما يوضح عمق تأثيره وتاريخه في الثقافة المصرية.

• انضمام شرفنطح لفرقة التمثيل المدرسية في الحلمية كشف عن موهبته مبكرًا
• تعاوناته مع كبار نجوم الكوميديا دعمت من شعبيته وأبرزت مهاراته
• تقديمه أدوار الرجل العجوز بأسلوب ساخر جعله علامة مميزة في المسرح والكوميديا
• اكتشافه لموهبة سيد درويش ساهم في إثراء المشهد الموسيقي المصري
• رحيله عام 1964 خلف إرثًا فنياً لا يزال حاضراً ومصدر إلهام للأجيال

تتجلى أهمية ذكرى ميلاد شرفنطح في دورها في تسليط الضوء على قصة فنان جسد روح الكوميديا الشعبية المصرية، متجاوزًا كونها مجرد عروض مسرحية إلى فن ينبض بالذكاء الشعبي واللمسات الإنسانية التي ما زالت تضفي جاذبية على ذاكرة المسرح المصري.