«صورة مدهشة» عين سارون من مجرة بعيدة هل تغير فهمنا للكون الآن

التقط علماء الفلك نفاثات كونية متجهة مباشرة إلى الأرض، وهي شعاع بلازما ساخن يمتد عبر مسافات شاسعة تقريبًا بسرعة الضوء، ما يجعلها تشبه “عين سارون” من رواية “سيد الخواتم” الشهيرة، مما أثار اهتمام الباحثين المصنف ضمن ظواهر الفضاء الفريدة. هذه النفاثات الكونية تنشأ من بلازار، وهو نوع خاص من المجرات النشطة التي تحركها ثقوب سوداء فائقة الكتلة، تصدر جسيمات نيوتريونية محايدة كهربائيًا وذات كتلة صغيرة، حسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة الفلك والفيزياء الفلكية.

كيف تكشف النفاثات الكونية من البلازار عن أسرار الفضاء العميق

البلازار، الذي يبعد بمليارات السنين الضوئية، ظل لغزًا محيرًا لعلماء الفلك لعقود، بسبب طبيعته المركبة والمعقدة. يستخدم الباحثون مراقبات دقيقة بواسطة مرصد “آيس كيوب نيوترينو”، المخصص لدراسة الجسيمات النيوترونية، لتحديد هذا البلازار على أنه الأكثر سطوعًا من بين كافة مصادر انبعاث النيوترينو في السماء. اللافت أن النفاثات الراديوية المنبعثة منه، على الرغم من سرعتها العالية، تتحرك بوتيرة أبطأ من المتوقع، وهذا يتناقض مع فرضية أن النفاثات الأسرع هي التي تسبب هذه الانبعاثات عالية الطاقة المميزة للبلازار.

أدوات وتقنيات تصوير النفاثات الكونية بدقة استثنائية

تحقيقًا لفهم أفضل لهذه الظاهرة، اعتمد العلماء على تقنية “مجموعة القاعدة الطويلة للغاية”، وهي نظام تلسكوبي متطور يتيح التقاط صور فائقة الدقة للمصدر الكوني. عبر 15 عامًا من الدراسة الدقيقة والبحث المستمر، تمكن الفريق من توليد صورة واضحة للنفاثات التي تبثها الثقوب السوداء في قلب البلازار، مما ساعد في تفسير بعض الغموض المحيط بهذه الأجرام السماوية النشطة. تسلط هذه التقنية الضوء على كيفية امتداد شعاع البلازما الساخن عبر الفضاء، وتأثيره الكبير في امتداده المستقبل باتجاه الأرض.

دور النيوترونات والانبعاثات في تشكيل صورة “عين سارون” الفضائية

يرتبط انبعاث الجسيمات النيوترونية، التي هي جسيمات كهربائية محايدة ذات كتلة منخفضة للغاية، بالثقب الأسود فائق الكتلة في مركز البلازار. تلعب هذه الجسيمات دورًا محوريًا في تكوين النفاثات الراديوية، التي تبدو كأنها شعاع يمتد بصورة متوهجة عبر الفضاء؛ وهو ما يشبه عين سارون وفقًا لوصف علماء الفلك. تساعد هذه الانبعاثات في تفسير كيفية انتقال الطاقة على مسافات بعيدة جدًا، فضلاً عن توضيح تركيب وطبيعة المجرات النشطة التي تنتمي إلى هذا النوع من البلازار.

تتضاعف أهمية دراسة النفاثات الكونية للبلازار مع استمرار تطوير أدوات الرصد، إذ تفتح آفاقًا جديدة لفهم القوى الكونية الأكثر عنفًا وتعقيدًا، بالإضافة إلى دور الثقوب السوداء في تشكيل البيئة الفضائية المحيطة بها