«تاريخ عميق» كو تي علامة مقدسة في الموسم الذهبي لشعب لا تشي

تعتبر زراعة الأرز في الحقول المتدرجة محور حياة شعب لا تشي في مقاطعة توين كوانغ، حيث تبدأ مواسم الحصاد برحلة صبر وتحمل تمتد لسنوات، وتتناغم مع تقاليد روحية عميقة تجسدها مراسم مهرجان خو كو تي. هذا المهرجان الفريد، الذي يعني “بيت العبادة للأجداد” بلغة لا تشي، لا يقتصر على كونه مناسبة للتكريم والشكر فحسب؛ بل هو مدرسة ثقافية تنقل القيم والأصالة من جيل إلى جيل.

روابط زراعة الأرز ومراسم مهرجان خو كو تي لشعب لا تشي

يرتبط مهرجان خو كو تي ارتباطًا وثيقًا بزراعة الأرز في الحقول المتدرجة التي تعتمد عليها قرى شعب لا تشي في بلديتي بان ماي وشين مان بمقاطعة توين كوانغ؛ إذ يتطلب موسم الحصاد صبرًا وقوة جسدية، تترجم في أجواء المهرجان عبر طقوس تجمع بين العمل والروحانية. قبل بداية الاحتفالات، يبني القرويون بيت عبادة جماعيًا مزينًا بالأعلام والطبول والأجراس، يترأسه شيوخ متمرسون يديرون المراسم ويقدمون شكرًا للأجداد على محاصيل السنة الماضية، متمنين الخير والبركة والرُزق الوفير. تعبيرًا عن التقدير، يُقدم لهم أرز جديد وأرز أبيض دبق، بالإضافة إلى أسماك ولحوم وأيضًا نبيذ قرن الجاموس، الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الطقوس.

طقوس وعادات شعب لا تشي في احتفالهم بمهرجان خو كو تي

تتضمن طقوس مهرجان خو كو تي مشاهد حية تعكس عمق تقاليد شعب لا تشي؛ فخلال المراسم، يُلزم من يمسك كأس النبيذ بحملها بكلتا اليدين ورفعها دون وضعها على الأرض، احترامًا للأجداد. تُربط قطعة صغيرة من الزنجبيل بخيط وتغمس في النبيذ لتُدعى الأرواح للعودة وحضور الاحتفال، وهذه الطقوس فريدة ولا تمارسها أي جماعة أخرى. بعد الانتهاء من المراسيم الروحية، تبدأ الاحتفالات الصاخبة التي تزيدها أهازيج الأغاني ورنين الطبول والأجراس بهجة. يرتدي الرجال الملابس التقليدية، ويُروى للشباب قصص القائد هوانغ دين ثونغ الذي فتح هذه الأراضي الصعبة، بينما تُعد النساء أطباقًا غنية من الأرز اللزج واللحوم والخضروات البرية، لتكتمل فرحة الجميع في تقاسم الغداء الجماعي.

تتابع مهرجانات خو كو تي وتعزيز روح المجتمع بين شعب لا تشي

من الجوانب المميزة لمهرجان خو كو تي أنه لا ينحصر في يوم واحد، بل تتناوب القرى على إحيائه متتالية بدءًا من الشهر القمري السابع وحتى أغسطس، في ظاهرة تعكس وحدة المجتمع وروح التعاون بينهم. هذا النظام يُمكن الجميع من حضور مهرجانات قرى أخرى، في سلسلة مستمرة من الفرح والاحتفال. تشترك العائلات في تقديم القرابين والتشارك بالقصص، مما يعزز روابط المحبة والامتنان بين السكان، ويجسد أهمية شكر الأجداد والحفاظ على تراثهم. رغم بساطة حياة شعب لا تشي، فإنهم يتمسكون بثقافتهم العريقة التي ترفض تقديم الطعام للزوار حفاظًا على موارد العائلة، ويستمرون في هذا التقليد الذي يعكس حرصهم على ضمان ازدهار الموسم المقبل واستقرار مجتمعهم.

القرية زمن المهرجان الفعاليات الرئيسية
بان ديو اليوم الأول من الشهر القمري السابع بناء بيت العبادة وتقديم القرابين
بان فونغ يوم متتابع بعد بان ديو المراسيم الروحية والاحتفالات الموسيقية
بان بانغ يتبع بان فونغ قصص هوانغ دين ثونغ والمشاركة المجتمعية
بان ماي النهاية تقريبًا في أغسطس الاحتفال الجماعي وإنهاء المهرجان

يرى الكثيرون في مهرجان خو كو تي فرصة لتجربة الثقافة الأصيلة لشعب لا تشي، حيث يجمع بين القداسة والدفء الاجتماعي. لقد وصف السائح نجوين فان لام أجواء الاحتفال بأنها تلامس الروح، وتجعل الحاضر يشعر بأنه جزء من عالم متجانس ينبض بالحياة والترابط. حينما يُقرع الجرس معلنًا انتهاء المهرجان، لا تنطفئ حرارة ذكرى الاحتفال في قلوب أهل لا تشي، إذ يستمر خو كو تي في إشعال شعلة الهوية والانتماء إلى الجبال والغابات التي تشكل رمز حياتهم.