خندق أثري يكشف وجود قلعة ثالثة أقدم من قلاع البطالمة والرومان

خندق أثري يكشف وجود قلعة ثالثة أقدم من قلاع البطالمة والرومان
خندق أثري يكشف وجود قلعة ثالثة أقدم من قلاع البطالمة والرومان

شهد موقع تل أبو صيفي في شمال سيناء اكتشافًا أثريًا مذهلاً يعيد كتابة تاريخ الدفاعات الشرقية لمصر خلال العصريين البطلمي والروماني، حيث توصلت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار إلى خندق أثري ضخم يشير إلى احتمال وجود قلعة ثالثة أقدم من القلعتين البطلمية والرومانية، هذا الكشف أثار اهتمام المؤرخين وعلماء الآثار حول المكانة العسكرية البارزة لهذا الموقع الاستراتيجي.

فهم عمق التاريخ العسكري في تل أبو صيفي

أوضح الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن المكانة العسكرية لموقع تل أبو صيفي تعود إلى الحقب التاريخية المختلفة، حيث مثّل حصنًا قويًا على الحدود الشرقية، وبيّن أن الاكتشافات الأخيرة تضمنت تحصينات دفاعية متينة ارتبطت بالعسكرة المصرية خلال فترات الاحتلال الروماني والبطالمة، بالإضافة إلى بقايا مساكن الجنود الذين عاشوا في تلك الفترة، ما يعزز الفهم الحالي للأنظمة الدفاعية التي كانت تُستخدم لحماية مصر.

الكشف عن طريق مرصوف وأفران صناعية

خلال أعمال الحفائر، تم اكتشاف طريق مرصوف بالحجر الجيري بعرض 11 مترًا وطول يزيد عن 100 متر، وقد كان يمثل المسار الرئيسي بين بوابة القلعة الرومانية وعمق الموقع، إلى جانب ذلك، عثرت البعثة على أكثر من 500 دائرة طينية بجانبي الطريق كانت تُستخدم لزراعة الأشجار وتزيين الموقع، كما وُجدت أربعة أفران ضخمة خاصة بإنتاج الجير الحي، مما يشير إلى أن الموقع تحول جزئيًا إلى مركز صناعي نشط في أواخر العصر الروماني.

دلالة الخندق الأثري ووجود قلعة ثالثة

من الاكتشافات اللافتة في الموقع، خندق أثري كبير يُعتقد أنه كان جزءًا من بنية دفاعية عسكرية، أكد الدكتور هشام حسين، رئيس البعثة، أن هذا الخندق قد يكون دليلاً على وجود قلعة أقدم عمرًا من القلعتين البطلمية والرومانية، وهو دليل قوي على استمرارية الاستخدام العسكري لهذا الموقع على مر العصور. كما تم العثور على بقايا مبانٍ أثرية متشابكة تُظهر تداخلًا للعصور المختلفة وتعكس أن الموقع كان شاهداً على تحولات تاريخية متكررة.

العنوان القيمة
تحصينات دفاعية قلعتان وثالثة محتملة
طريق مرصوف بعرض 11 مترًا
دائرة طينية 500 دائرة
أفران ضخمة 4 أفران لإنتاج الجير

بالنظر إلى هذه الاكتشافات، يبرز موقع تل أبو صيفي كبوابة دفاعية مهمة تروي قصص التاريخ وتفتح المجال لإعادة دراسة الدور العسكري والاقتصادي الذي لعبته سيناء في عصور البطالمة والرومان، ليظل هذا الموقع شاهدًا حيًا على عمق الحضارة المصرية.