«خسائر صادمة»… تقارير تكشف أبعاد حرب أمريكا ضد الحوثيين في اليمن

تشير التقارير الصحافية إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد جماعة الحوثيين في اليمن قد خلفت خسائر مالية صادمة لواشنطن، حيث تراوحت التكاليف ما بين 6 إلى 8 مليارات دولار منذ اندلاع العمليات وحتى إيقافها، مما يجعلها واحدة من أكثر الحملات استنزافًا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، وفقًا لما نشرته عدة مصادر إعلامية موثوقة مثل CNN وNBC News.

تكلفة الحرب الأمريكية ضد الحوثيين وتأثيرها الاقتصادي

حسب تقارير إعلامية أمريكية، بلغت تكلفة العمليات خلال شهرين فقط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حوالي 3 مليارات دولار، في حين ارتفعت التكاليف الإجمالية للحملة خلال فترة حكم الرئيس الحالي جو بايدن لتصل إلى 5 مليارات دولار، وقد أثرت هذه الكلفة الضخمة على موارد الجيش الأمريكي، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف الطائرات المقاتلة والقنابل المستخدمة في العمليات الجوية والبحرية، التي قادتها الولايات المتحدة لدعم حلفائها في المنطقة؛ حيث شملت خسائر العملية إسقاط 22 طائرة مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، مع خسارة ثلاث طائرات F/A-18 Super Hornet تكبدت جميعها تكاليف مالية كبيرة.

تفاصيل عمليات القصف والتحليل الاقتصادي

بلغت تكلفة القصف الجوي والبحري خلال العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين مستويات غير مسبوقة، حيث تضمنت الحملة استخدام حوالي 2000 قنبلة وصاروخ، منها قنابل بوزن 2000 رطل تكلف الواحدة منها حوالي 85 ألف دولار، إضافة إلى إطلاق 75 صاروخ توماهوك تقدر تكلفة الصاروخ الواحد بنحو 1.9 مليون دولار، وقد تحملت واشنطن تكاليف ضخمة لإطلاق الصواريخ متوسطة وطويلة المدى مثل AGM-158 كروز، التي تصل تكلفة الواحد منها إلى 1.5 مليون دولار، وعلاوة على ذلك قدرت المصادر أن خسائر التسلح الأمريكي من صواريخ توماهوك وحدها تجاوزت 775 مليون دولار.

موقف القوات الأمريكية وتصاعد الشكوك حول حجم الخسائر

رغم الكشف عن جزء من الخسائر بناءً على التقارير الصحفية ومصادر البنتاغون، أشارت عدد من المواقع مثل The Intercept إلى أن إدارة ترامب السابقة حجبت العديد من تفاصيل الخسائر الفعلية عن الرأي العام، بما يشمل حجم الضحايا البشريين والمعدات العسكرية التي دُمرت خلال الصراع، وقد أثار هذا إشارة واضحة للشفافية بشأن التكلفة البشرية والاقتصادية الكبيرة للحرب، مما دفع أعضاء من الكونغرس لتوجيه انتقادات لهذه السياسات غير الواضحة. في المقابل، لم يخضع الحوثيون لضغوط اقتصادية تذكر، حيث اعتمدوا على استخدام صواريخ وطائرات مسيّرة منخفضة التكلفة مقارنة بحجم المعدات المتطوّرة التي اعتمدتها واشنطن.

ويبقى السؤال يدور حول فعالية هذه الحملة المكلفة مقارنة بالأهداف التي كانت تخطط واشنطن لتحقيقها، حيث يصف مراقبون التحرك الأمريكي باليمن بالفشل الإستراتيجي، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل للتكاليف الاقتصادية المصاحبة للأنشطة العسكرية.