«تحسين ملحوظ» رافعة تطوير أداء المعلم السعودي توفر نتائج تعليمية أفضل

أداء المعلم يعتبر من أهم المحاور التي تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم في المملكة العربية السعودية، إذ ما زال يواجه تحديات كبيرة رغم الإنجازات الحديثة التي تحققت في هذا المجال، خاصة نقص التمكن البيداغوجي والحركة المستمرة في شاغلي الوظائف التعليمية؛ إذ تؤثر هذه العوامل سلبًا على استقرار المهنة وتطويرها بفاعلية. لذلك، يعد تحسين أداء المعلم أولوية حيوية لتحقيق نقلة نوعية في التعليم تتناسب مع تطلعات المملكة إلى التقدم والريادة.

تحديات تحسين أداء المعلم وكيفية تعديل أساليب التدريس

يعود خلل أداء المعلم في المملكة بشكل رئيسي إلى تمسك كثير منهم بأساليب التدريس التقليدية التي تقلل من فاعلية العملية التعليمية، فضلًا عن ضعف التخصيص في التعليم مما يحد من تلبية احتياجات الطلاب المختلفة؛ إضافة إلى قلة الوقت المخصص لتطوير مهارات المعلمين بشكل منهجي ومستمر.
تأخذ هذه العوامل مجتمعة دورًا محورياً في إعاقة تطوير الأداء التعليمي، وهذا يبرز حاجتنا إلى تبني أدوات وتقنيات حديثة تُسهم في تنمية القدرات البيداغوجية بفعالية.

الذكاء الصناعي كرافعة استراتيجية لرفع أداء المعلم وتطوير التعليم

يشكل الذكاء الصناعي اليوم عاملًا حاسمًا في تحسين أداء المعلم، حيث يمكن استخدامه كرافعة قوية لتسريع التطوير النوعي في مجال التعليم؛ فهو لا يقتصر على دعم المعلم فحسب، بل يعزز من دقة التشخيص التربوي وتخصيص التعلم حسب مستوى كل طالب.
تجارب الدول مثل إستونيا تبرز كيف يمكن استثمار تقنيات الذكاء الصناعي والمنصات الرقمية لتعزيز مهارات المعلمين وتوفير أدوات تقييم ذكية، تتيح متابعة دقيقة لأداء الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وقد دخلت هذه التقنية في صلب أنظمة التدريس بما يشمل تدريب آلاف المعلمين والطلاب المهتمين على التعامل مع الذكاء الصناعي، وذلك بهدف دعم التفكير النقدي والوعي التكنولوجي دون الإخلال بدور المعلم التقليدي، ما يعزز جودة العملية التعليمية ويجعلها أكثر مرونة وملائمة لاحتياجات العصر.

تجربة إستونيا في استخدام الذكاء الصناعي لدعم أداء المعلم والبنية التقنية للتعليم الرقمي

تمكنت إستونيا من تحقيق مكانة متقدمة عالميًا في اختبارات PISA بفضل الاستثمار المبكر في البنية التحتية الرقمية والتعليم الشامل الذي لا يركز فقط على المعرفة الأكاديمية بل يشمل المهارات الشخصية والإبداعية، مع بيئة مدرسية داعمة تشجع الاستقلالية والابتكار.
لكن النجاح الأبرز يعود إلى استخدامها الفعّال للتقنيات الرقمية في التعليم، من خلال أنظمة مثل eKool التي توفر إدارة شاملة لما يخص الجداول الدراسية، الدرجات، والواجبات، إضافة إلى منصة Schoolbag التي تقدم محتوى تعليميًا تفاعلياً متاحًا على مدار الساعة.
مبادرة AI Leap تمثل قفزة نوعية إذ شملت تدريب 20,000 طالب و3,000 معلم على مهارات الذكاء الاصطناعي، مما يمنح المعلمين أدوات تحليلية متقدمة تمكنهم من متابعة الأداء بشكل فوري والعمل على تعديل الخطط التعليمية حسب الحاجة، مع توفير مواد داعمة للطلاب على اختلاف مستوياتهم.

الأنظمة التعليمية الرقمية في إستونيا الوصف
eKool نظام إدارة المدارس يغطي 90% من المدارس ويتيح متابعة الجدول الدراسي، الدرجات، الحضور، والواجبات
Schoolbag منصة تعليمية رقمية تحتوي على محتوى تفاعلي وكتب إلكترونية ومكتبات رقمية متاحة طوال اليوم
AI Leap مبادرة تدريب الطلاب والمعلمين على مهارات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفكير النقدي ودعم العملية التعليمية

من خلال هذا التوظيف الذكي للذكاء الصناعي والبنية التحتية الرقمية، استطاعت إستونيا أن تقدم نموذجًا متطورًا يوازن بين التكنولوجيا والإنسانية التربوية، ما ساعد في رفع أداء المعلم وتحقيق نتائج دولية متقدمة بثبات، وهو ما يمكن استلهامه في تطوير منظومة تعليمية متكاملة قائمة على الاستقلالية، العدالة، والتقنيات الحديثة في المملكة.